صناعةً وتطويرًا وتكسبًا وهواية.. نساء الجوف يتوارثن حرفة "السدو"

بعضهن عبّرن عن اعتزازهنّ بها بتعليم الأخريات وسط الإقبال الكبير من النساء عليها
صناعةً وتطويرًا وتكسبًا وهواية.. نساء الجوف يتوارثن حرفة "السدو"

تعد حرفة السدو من الهوايات والمهن التي تتوارثها النساء في منطقة الجوف، صناعةً وتطويرًا وتكسبًا منه كمصدر دخلٍ يعتمدن عليه في بعض الأحياء، وتمارسنه كهواية وحرفة نساء أخريات، إضافة لما يتم عبر هذه الممارسة من تعزيز المنتجات الحرفية داخل منطقة الجوف والمشاركة في المحافل المحلية والدولية.

الحرفية مَناحي بنت عوض، التي امتهنت العمل في صناعة وإنتاج السدو لما يزيد على خمسة عقود، تروي أنها ورثت هذه الحرفة من والدتها، التي كانت تشاركها في عمر متقدمة في صناعة منتجات السدو، مستذكرة أولى وأكبر القطع التي صنعتها بمساعدة والدتها وهي قطع لبيت شعر تتجاوز القطعة الواحدة فيه ثمانية أمتار، وتُجمع لصناعة بيت الشَّعر.

الحرفية مناحي بنت عوض، تعبر عن اعتزازها بهذه الحرفة، وتروي أنها تترجم اعتزازها بهذه الحرفة عبر تعليمها وتدريبها بناتها والمجتمع المحيط بها للمحافظة على حرفة السدو ورفع عدد الممارِسات لها، في حين تسجّل المهنة إقبالاً كبيراً من النساء بمختلف الفئات العمرية لممارستها والتدرب عليها، إضافة لما تلتمسه الحرفيات من اهتمام في المجتمع المحلي بمنتجات السدو والإقبال على التعلم على تفاصيل صناعتها وممارستها كحرفة.

وعن منتجات السدو المتنوعة، تشارك الحرفية مناحي في المهرجانات المحلية بمنطقة الجوف لتسويق المنتجات من قطع السدو التي دخلت اليوم في التزيين المنزلي للمجالس الشعبية والمخيمات وقطع الزينة وصولًا إلى تلقيها طلبات خاصة لصناعة حقائب يدوية من السدو للنساء لاستخدامات عدة منها حقائب الكمبيوتر المحمول والجوّال، وتشهد هذه المنتجات في ذات التوقيت إقبال السياح والزوّار لمنطقة الجوف من مختلف الجنسيات الذين يحرصون على اقتناء قطع السدو كهوية سعودية.

وتتنوّع منتجات السدو في الوقت الحالي بين مسميات مختلفة تتنوع في استخداماتها منها "العويرجان" التي تتميز قطعها بألوان محدّدة ونقوش معروفة لحرفيي السدو ومنتجات لزينة الخيل وما يسمّى "الرسن" و "الشْمال" التي تزيّن ظهور الإبل بقطع السدو، إضافة لتطوير هذه الحرفة عبر إدخال التطريز فيها لطباعة شعارات الأندية الرياضية والجهات الحكومية والعبارات المكتوبة التي أصبحت هذه القطع تستخدم كهدايا عينية تمثل موروث منطقة الجوف بالأشكال والرسومات التي تحتويها.

وتضيف الحرفية في إنتاج الخيوط من مهنة الغزل نوف الشراري، أنها تدربت على هذه المهنة منذ ما يزيد على عشرة أعوام عن طريق والدتها الحرفية مَناحي بنت عوض، وبدأن منذ عدة أعوام بالتشارك في صناعة وإنتاج قطع السدو، مبينة أن الغزل يُعد أولى مراحل السدو وذلك عبر أداة الغزل التي تغزل الخيوط لتكون قابلة للحياكة في السدو وتلوينها بألوان مختلفة وتستخدم فيها صوف الماعز والإبل لإنتاج هذه الخيوط وتلوينها بألوان مختلفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org