قام محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، بزيارة تفقدية لقصر السبيعي التاريخي؛ للوقوف على المراحل النهائية من عمليات الترميم، قبيل تسليمه لهيئة التراث .
وكان في استقباله، مدير مكتب هيئة التراث معاذ بن عبدالله الخريجي؛ حيث صحب المحافظ في جولة في القصر شملت مرافقه وجميع غرفه، واستمع "البواردي" إلى شرح مفصل عن كيفية التنفيذ والخامات التي تم استعمالها في أساسات وأبواب وجدران القصر .
ورافق المحافظ خلال الجولة رئيس بلدية شقراء المكلف المهندس بندر الشيباني والدكتور عبدالله المترك والدكتور فلاح الجوفان والإعلامي نايف الصفق .
وخلال الجولة، قدم محافظ شقراء عددًا من الملاحظات التي تتعلق بالقصر وبنائه، مشددًا على ضرورة إصلاحها وعلاجها بشكل عاجل .
وكانت "سبق" نشرت عن شروع هيئة التراث في ترميم قصر السبيعي التاريخي، وجاء تفاعل "هيئة التراث" إثر نشر "سبق" عن تسبب الأمطار التي هطلت على محافظة شقراء في سقوط أجزاء من قصر السبيعي التاريخي، وسط مطالبات من الأهالي بسرعة ترميمه، وتفاعلاً مع مخاطبات محافظ شقراء ومتابعاته لإجراءات إعادة ترميمه فور تعرض أجزاء منه للسقوط .
وحظي قصر السبيعي بمتابعة مستمرة من محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، من خلال تواصله المباشر مع الجهات ذات العلاقة لإعادة ترميم القصر، ومتابعته لمراحل الترميم أولاً بأول، لأجل فتح أبوابه للسياح والمهتمين بالآثار والتاريخ.
وقصر السبيعي في شقراء من الأماكن التي تسكن القلب بمجرد رؤيتها؛ فمنه يفوح شذى التاريخ المخلوط بصور ودلالات لا يمكن نسيانها، ويكفي هذا القصر ليكون شاهدًا على التاريخ؛ عبارة أوردها الكاتب والمؤرخ إبراهيم بن عبدالرحمن السدحان في كتابه "البيعة"؛ فهو يذكر على لسان ابن عمه "محمد بن عبدالله السدحان" -رحمه الله- قوله: "إن الملك عبدالعزيز آل سعود كان إذا قدم إلى مدينة شقراء، يجلس في بيت عبدالرحمن السبيعي، ويستقبل جماعة أهل شقراء في ذلك البيت عند السلام عليه.
وكان الملك عبدالعزيز يتخذه مقرًا لإقامته أثناء تنقله بين الرياض والحجاز حيث أقام فيه عام (١٣٢٧ هـ/؟١٩٠م) وعام (١٣٢٩ هـ / ١٩١١ م) وعام (١٣٣٣ هـ /١٩١٤م) وعام (١٣٣٦ هـ / ١٩١٧ م) وعام (١٣٤٠ هـ / ١٩٢١ م) وعام (١٣٤٢ هـ / ١٩٢٣ م) وعام (٧ ١٣٤ هـ/ ٢٨ ١٩ م) وعام (١٣٥٦ هـ/ ١٩٣٧م)، ، كما أن الملك سعود زاره بعد توليه الحكم عام (١٣٧٤ هـ /٤ ٥ ١٩م).
ولا شك أن القصر يستمد تاريخه من الأحداث التي عاصرها، والفترة التاريخية التي كان شاهدًا عليها؛ إذ كان يقيم فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في رحلاته من الرياض إلى الحجاز ذهابًا وإيابًا، ويمكث فيه مدة من الزمن، يتفقد فيه أحوال المواطنين، ويلبي متطلباتهم.
والقصر ليس مَعلمًا أثريًا مجردًا من كل محتوى؛ فالتاريخ يشهد لما لهذا القصر من أدوار متعددة في معركة البناء والتوحيد؛ فقد كان القصر دار حرب ودفاع، كما كان القصر بيت مال واقتصاد؛ فإليه تجبى زكوات الوشم والسر وبعض عالية نجد؛ بل كان دارًا للشورى؛ ففيه يجتمع أهل الحل والعقد للتشاور في الخطابات الموجهة إليهم من الملك المؤسس، رحمه الله.
والفترة التاريخية التي عاصرها قصر السبيعي هي فترة مهمة في عمر الوطن لتأسيس الدولة السعودية، وهو يذكّر الجميع بالجهود الكبيرة التي بُذلت في سبيل توحيد الكلمة. ولا شك في أن هذا البيت وما كان يحدث فيه من اجتماعات للملك المؤسس رحمه الله، وما كان يصدره من أوامر وتكاليف؛ يؤرخ لهذه الفترة المهمة التي تتبادر إلى ذهن زائري القصر بمجرد دخوله والتجول فيه.
ويعود تاريخ بناء القصر إلى العقد الثالث من القرن الرابع عشر عام ١٣٢٤هـ .حيث بناه الشيخ عبدالله بن محمد السبيعي والد الشيخ عبدالرحمن السبيعي رحمهما الله، وكان "معلم" البناء في ذلك الوقت هو "إبراهيم بن سلامة" -رحمه الله- من أهالي ثادق"، ثم قام الشيخ عبدالرحمن السبيعي ( ابن الشيخ عبدالله السبيعي) بتوسعته من الجهة الجنوبية عام (٤ ١٣٥ هـ/ ١٩٣٥ م).