من أهم التحديات الحالية التي تواجه الدول مدى تقدمها في "البحث العلمي"، وفي الإبداع والابتكار، وهي مسارات تعد ضرورة حتمية للتنمية والازدهار والرفاهية، والخروج من مناطق التخلف الحضاري.
وفي المملكة، أصبحت مجالات البحث العلمي من أبرز المحاور التي تعول عليها رؤية 2030 لزيادة قدرتها التنافسية، ورفع تصنيفات جامعاتها ومعاهدها والمراكز البحثية، وعلى الرغم من حداثة عهد البحث العلمي السعودي إلا أنه خطا خلال السنوات القليلة الماضية خطوات مذهلة، وضعته في الصفوف الأمامية إقليمياً ودولياً، بفضل الدعم السخي من القيادة الرشيدة، وبما بذلته القطاعات المعنية من مجهوداتٍ مكثّفة من أجل الرقي بالبحث العلمي وتحسين مستوياته لتقليص حجم الفجوة القائمة مع الدول المتقدمة، ولذلك تضافرت الجهود جميعها من أجل أن تواكب المملكة التقدُّم والتطوُّر في العالم.
وفي إنجازٍ يعكس التميُّز الأكاديمي والبحثي لطلاب السعودية، وكذلك إنصافاً للجهود المبذولة من قِبل المؤسسات التعليمية السعودية في دعم وتطوير قدرات الطلاب العلمية والإبداعية؛ حقق طلاب وطالبات المملكة 27 جائزة خاصة وكبرى في مسابقة "آيسف 2024" الدولية؛ منها: 9 جوائز خاصة، و18 جائزة كبرى في مجالات العلوم والهندسة والتقنية، والفيزياء، والطب الحيوي، والبيئة، وعلوم الكمبيوتر، وغيرها.
ومن بين الجوائز الكبرى التي حقّقها السعوديون جوائز لأفضل المشاريع في فئات معينة، إضافة إلى جوائز خاصّة تُقدم من قِبل منظمات وشركات علمية مختلفة؛ تقديراً للأبحاث المبتكرة التي يمكن أن تسهم في حلول عملية للمشكلات العالمية.
إن هذه الجوائز الدولية المهمة ليست فقط تكريماً للشباب، لكنها أيضاً تثبت تفوق المملكة عالمياً، وتقدّمها المستمر في مسارات البحث العلمي، كما أنها تشجع على الاستمرار في دعم محاور البحث العلمي والابتكار لتحقيق مستهدفات ومبادرات رؤية المملكة 2030.
الجدير بالذكر أن مسابقة "آيسف" بدأت كمسابقة محلية عام 1950م، ثم أصبحت مسابقة دولية عام 1958م، وأصبحت تُقام سنويّاً في شهر مايو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحظى بشهرة عالمية.