"مفتي": دور الجامعة تغير تمامًا في عصرنا الرقمي، والجامعة التي لا تتغير ستتراجع

"مفتي": دور الجامعة تغير تمامًا في عصرنا الرقمي، والجامعة التي لا تتغير ستتراجع
تم النشر في

يؤكد الكاتب الصحفي أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي أن دور الجامعة تغير تمامًا في عصرنا الرقمي الحديث، فالمطلوب اليوم من الجامعات في المملكة ليس فقط تحديث المناهج، بل تغيير جذري في نظرة الجامعة لدورها: من مؤسسة تخرِّج طلابًا بشهادات إلى مؤسسة تُعدُّ أفرادًا للحياة والمجتمع والمستقبل.

وفي مقاله "الجامعة التي لا تتغير.. تتراجع!!" بصحيفة "المدينة"، يرى "مفتي" أن: "هذا يستلزم بناء مناهج تركِّز على المهارات، وتمكين هيئة التدريس من أدوات التعليم الحديث، وتحرير البحث العلمي من قيود الترقية نحو خدمة قضايا التنمية. كما يتطلَّب الأمر إدارةً مرنةً، وتحوُّلًا رقميًّا شاملًا، وإشراك الطالب في التجربة الجامعيَّة باعتباره شريكًا لا مجرَّد متلقٍّ. إنَّ الجامعات التي تملك الشجاعة لتسأل: «مَن نحنُ؟ وما رسالتُنَا؟» هي وحدها القادرة على البقاء والتأثير. أمَّا من تتمسَّك بأنماط الأمس، فستجد نفسها خارج الزمن".

ويضرب "مفتي" أمثلة بجامعات عالمية غيرت أدوارها ومفاهيم التعليم، فـ"عندما أطلقت جامعة ستانفورد، وجامعات أخرى منصَّة «كورسيرا» عام 2012، لم يكن ذلك مجرَّد مشروع رقمي، بل كان إعلانًا عن تحوُّل عميق في فلسفة التعليم. جامعات عالميَّة قرَّرت أنْ تُعيد ابتكار دورها، وأنْ تجعل المعرفة مفتوحةً ومرنةً وعابرةً للحدود. وفي السويد، اختارت جامعة لوند نمطًا مختلفًا من التغيير، فأعادت هيكلة حوكمتها لتمنح كلياتها صلاحيَّات أوسع؛ ممَّا سمح لها بالتفاعل مع المجتمع والصناعة بطريقة أكثر مرونة وفاعليَّة. أمَّا جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة، فقد تبنَّت نموذج «الجامعة المبتكرة»، حيث جرى دمج التعليم والبحث والخدمة المجتمعيَّة في بنية مرنة، تركِّز على التأثير بدلًا من الشكل، وعلى الشمول بدلًا من الانتقائيَّة".

ويرى "مفتي" أن: "هذه التجارب تلخِّص الدرس الأهم، وهو قدرة الجامعات على الابتكار والتجدد والاستجابة للتغيُّرات. في هذا السياق، الجامعات السعوديَّة في ظل رُؤية 2030 يجب أنْ تنزع للتغيير. كما تُظهر تجارب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تعزيز البحث التطبيقي. الجامعات التي تظن أنَّها كبيرة؛ لأنَّ عدد طلابها كبير، عليها أنْ تعيد فلسفتها. أمَّا الجامعات التي أصبحت مرتبطةً بمؤسسات داعمة ماليًّا، وأصبحت هيكليًّا مستقلَّةً، فعليها أنْ تستغل الفرصة وتغيِّر ثوبها تمامًا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org