بصمة لم يُخفِها غبار الزمن.. هل يعود "بابا فرحان"؟ إجابة وإيضاح من مؤلفه لـ"سبق"

توارت مسلسلات الأطفال وسط زحام الدراما الرمضانية ويظل عالقًا في أذهان الطيبين
الفنان خالد الحربي
الفنان خالد الحربي

ما إن يُطل هلال رمضان حتى يعاد تناقل مقاطع لمسلسل الطفولة "بابا فرحان" الذي ظل عالقًا في ذاكرة الأسرة السعودية؛ خاصة الأطفال، وما قدمه من قِيَم ورسائل هادفة بقوالب كوميدية رسخت في الأذهان.

بدافع الحنين يستحضر الكثير شخصيات تلك الأسرة؛ أولهم الأب بابا فرحان وجدو سرحان والأبناء عيد وسعيد وأم الخير وسمورة، ومغامراتهم الطريفة، وما أحدثه المسلسل من تحول في دراما الطفولة والأسرة، حتى وضع له بصمة خالدة لم يُخفِها غبار الزمن لحوالى ٣٠ عامًا.

فمنهم من يتمنى عودته، وفيهم من تؤلمه الذكريات وهو يهرول عائدًا من المدرسة حتى يتابع جديد حكايات بابا فرحان، واجتماع الأسرة على التلفزيون مع تحضير وليمة الإفطار؛ فلا يمكن متابعة مقطع لهذا المسلسل دون أن يمر في البال شيء من ماضي "الطيبين" كما يقال.

وتطرح "سبق"، بدورها، سؤالًا مهمًّا وسط هذا الزحام الدرامي الرمضاني: هل سيعود بابا فرحان بنفس النصوص ليواكب طفل اليوم مع انفتاح المملكة على التمثيل والفنون بشكل عام، مع ضعف الإنتاج التلفزيوني الموجه للطفل الذي يقضي يومه على الأجهزة الذكية وعوالمها الخفية؟

فعُدنا بكم للوراء نقلّب أوراق مسيرة مخرج ومؤلف مسلسل باب فرحان الفنان خالد الحربي لنكشف سر الغياب.

وبسؤال "الحربي" عن نية العودة، قال: كانت هناك محاولات جادة ومتباعدة لعودة مسلسل "بابا فرحان"؛ لكننا نواجه مشاكل كثيرة؛ أهمها التوجه العام حاليًا للمسلسلات التي تأتي بإعلانات ورعايات، فأصبحت العملية تجارية تقريبًا، ويبدو أن أعمال الأطفال لا تُحقق أرباحًا؛ فلذلك لا يوجد إقبال عليها".

وأضاف: "لم نجد من يتبنى المسلسل بنفس الجودة مع تطور عمليات الإنتاج والتقنيات في التصوير والإخراج لنواكب طفل اليوم الذي يتصفح ويتابع القنوات الأجنبية والمنصات؛ فإذا كان هناك عروض جيدة تحترم الطفل وقيمة ما نقدمه؛ سنَسعد ونتعاون معه لتقديم منتج درامي للطفل فيه من الأخلاق والقيم".

وعن ذكريات ومكانة "بابا فرحان" في نفسه، أوضح: "المسلسل له أكثر من 30 عامًا وما زال في الذاكرة، والناس تنادي بعودته، ويسألون عليه، ويترحمون على تلك المرحلة وكيف استطعنا الوصول للطفل في زمن بسيط وإمكانات متواضعة، ويكفي أننا ثقفنا طفل الأمس من خلال المسلسل؛ فيكفيني فخرًا أنني كنت جزءًا من هذا العمل، وكيف أثرنا إيجابيًّا على أطفال تلك المرحلة، فمع هذا المنجز يشعر الإنسان أن حياته لم تمر دون تأثير، هذه وجهة نظري بصفتي عاشقًا للدراما بكل أشكالها؛ لأن الأثر الاجتماعي من أهم رسائل الدراما؛ خاصة ما يستهدف الطفل".

وعن اختلاف طفل اليوم عن الأمس، قال: "بالنسبة للتعامل مع الطفل في الوقت الحالي مع التطورات؛ يحتاج دراسة حثيثة؛ فأنا عندما بدأت بكتابة مسلسل بابا فرحان لجأتُ لمستشاري الطب النفسي لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال والظروف المحيطة بهم؛ لكي أعرف كيف أكتب للطفل بطريقة إيجابية؛ فنحن لجأنا للعلم من بداية التسعينيات، فالمتخصصون ساعدوني لأقدم العمل بطريقة لا تكون مباشرة وتحقق أهدافها".

وأضاف: "فإذا كانت هذه طريقتنا في تلك المرحلة، فمؤكد في هذا الزمن المعلومة متاحة والمسؤولية مضاعفة لكيفية معرفة التعامل مع طفل اليوم بطريقة درامية جيدة تضمن متابعته لما سيقدم له".

وبسؤاله عن الدراما التي تستهدف الأسرة والطفل، اختتم تعليقه: "أغلبها جيد؛ لكن لا أعلم هل هؤلاء المراهقون والصغار يستفيدون من هذه المسلسلات؟ وما هو الأثر الذي تُحَققه في أنفسهم؟ وهنا النقطة المهمة؛ لكن المجهود المبذول وطريقة تعامل كتاب الدراما فيها كثير من العلم ومدروسة بطريقة جيدة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org