يزخر المسجد النبوي بالعديد من المعالم التاريخية المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بمراحل السيرة النبوية, ومن ضمن هذه المعالم أبواب المسجد النبوي, فمنذ البناء الأول للمسجد على يد النبي صلى الله عليه وسلم جعل له أبوابًا تخدم المصلين في الدخول والخروج من المسجد وارتبطت أحداث مهمة بمسميات هذه الأبواب.
وفي الحلقة السادسة من زاوية "سبق" التي تسلط الضوء فيها على معالم المدينة المنورة، نتناول أبواب المسجد النبوي الشريف، وفي هذا الصدد، يقول المهندس حسان طاهر المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة: كان للمسجد النبوي ثلاثة أبواب في بنايته الأولى التي بناها النبي صلى الله عليه وسلم, الأول كان في مؤخرة المسجد أي جهة القبلة اليوم وذلك عندما كانت القبلة إلى بيت المقدس.
وبعد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة أغلق هذا الباب والذي كان يقع في الحائط الجنوبي، وحل محله باب في الحائط الشمالي، وعملت ثلاثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلك التي بالجهة الشمالية .
وأفاد حسان بأن الباب الثاني كان من جهة الغرب وعرف بباب عاتكة والمعروف الآن بباب الرحمة، ويرجع تسميته إلى باب الرحمة كما جاء في صحيح البخاري إلى أن رجلاً دخل المسجد طالبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء لإرسال المطر، فأمطرت السماء سبعة أيام، ثم دخل في الجمعة الثانية طالبًا برفع المطر خشية الغرق، فانقشعت السحب، واعتبر هذا رحمة بالعباد، فأطلق عليه باب الرحمة.
وأضاف المهندس "حسان": أن الباب الثالث كان من جهة الشرق وعُرف بباب عثمان, والمعروف الآن بباب جبريل، وأطلق عليه باب جبريل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، التقى بجبريل في هذا المكان في غزوة بني قريظة، وعُرف بباب عثمان لوجود الباب مقابل بيته.
وتابع: أنه وبعد توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسجد النبوي أصبح للمسجد ستة أبواب أي أضيفت ثلاثة أبواب جديدة، فأصبح للحائط الشمالي بابان حيث أضيف باب جديد, وللحائط الشرقي: بابان هما باب جبريل واستحدث باب النساء, وللحائط الغربي بابان أيضًا، باب الرحمة واستحدث باب السلام.
وأكمل "طاهر": توالت زيادة عدد أبواب المسجد النبوي خلال توسعات المسجد عبر التاريخ مع الاحتفاظ بمسميات الأبواب الرئيسة المشار إليها أعلاه حتى وصل عدد الأبواب إلى أكثر من80 بابًا, وذلك في أضخم توسعة نالها المسجد النبوي عبر التاريخ في العهد السعودي الحالي.