تعتبر العادات والتقاليد جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات، حيث تعكس الهوية الثقافية والقيم الاجتماعية، وفي بادية تبوك كما في عديد من المناطق الأخرى، تلعب العادات دوراً محورياً وتعكس تاريخ المجتمع وتقاليده المتوارثة عبر الأجيال ومن بين هذه العادات القديمة "القُصْلَة"، وهي إحدى تقاليد الزواج في بادية تبوك قديماً، وهي تجمع بين الرمزية العميقة والبساطة في التعبير.
وكشف الباحث التاريخي عبدالله العمراني لـ"سبق" تفاصيل "زواج القُصْلَة" وقال: "قديماً وقبل تأسيس المحاكم الشرعية وانتشار ما يسمى بمطاوعة البادية –الذي كان من خلالهم يتم توثيق عقود الزواج- كان (زواج القصلة) هو السائد والمنتشر في المجتمع القبلي على ساحل منطقة تبوك، وزواج القصلة طريقته بأن يتوجه العريس بأحد الوجهاء أو مجموعة منهم إلى والد الفتاة طالبين يدها له.
وتابع: "وفي حال القبول يتفق على المهر وتفاصيل الزواج، ثم يعطي والد الفتاة خطيب ابنته (القصلة) من القمح أو الشعير أو أية غصن أخضر صغير يقطعه من أقرب شجرة لهم في الحال ويمده له قائلاً: (هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله)، ثم يقبلها الخاطب ويقول: «قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله»، ثم يبارك الحضور، وتمثل هذه القصلة رمزاً للحياة والنمو وتعبيراً عن حياة زوجية مباركة ومثمرة.