يحفل الفن العربي بالكثير من الشخصيات التي سطرها التاريخ الفني، ويظل أبو بكر سالم رمزاً من رموز هذا الفن، الذي فقدته الساحة الفنية العربية هذا العام؛ حيث يعيش أبناؤه ومحبوه أول رمضان بدونه.
وعلى مدى خمسين عاماً وهذا الرمز يتجول في أنحاء البلاد العربية يطرب مسامعها؛ حيث كان أبو بكر سالم يتميز بنبرة حادة وخامة صوت فريدة تجبر السامع على الإصغاء لها باستمتاع وذهول، وكان ذا شخصية عريقة، أجاد في الغناء وتميز بالعزف على العود، وخلال مسيرته الفنية العظيمة حصل على الكثير من الجوائز والأوسمة والتكريمات.
مرت الأيام على وفاة الصرح الفني وما زال فنه يرنو في كل مكان، باختصار أبو بكر سالم تحفةً فنية لها صيتها وأثرها على الجمهور العربي.
حياته في رمضان
أوضح نجله الفنان "أصيل"، أن والده كان حريصاً على اجتماع الأسرة كمثل أي أسرة؛ كاشفاً افتقداهم لوالدهم في رمضان.
وقال "أصيل": في رمضان كنا نجتمع نحن كل الأبناء مع الوالد، وكان حريصاً على اجتماعنا خاصة في أول أيام رمضان الكريم.
وأضاف: والدي كان محباً للاجتماعات ومحباً للأنس؛ سواء كان في دبي أو المملكة العربية السعودية؛ خاصة يوم الجمعة.
وكشف أن والده كان حريصاً على متابعة المناسبات الرياضية ومشاهدة اللقاءات الكروية.
"مواقفه وذكرياته"
يستذكر معنا الموسيقار طلال باغر إحدى مواقفه مع الراحل ويقول: من المواقف التي لا تُنسى مع الراحل الفنان الكبير أبو بكر سالم، أنني كنت في الرياض، وكنا نستخدم أشرطة الريل في تسجيلاتنا، وكانت عندي أغنية خاصة ويجب تسليمها سريعاً، وقد بدأت الاستديوهات تغيير الأشرطة إلى نظام الـ(A Dat).
وتابع: "صادف أن الاستديو الذي أسجل فيه لا يوجد به نظام (الريل)، وعلمت من أحد الزملاء أن الأستاذ أبو بكر لديه مسجل ريل وكان الوقت متأخراً قليلاً، واتصلت بأبي أصيل رحمه الله؛ وكعادته رد عليّ مرحّباً معزماً بحضوري لنقل العمل على (HardDisck)، ولم نخرج من عنده إلا وقد أنجزنا وأكرمنا بعشوة معتبره، رحمه الله وجزاه عنا كل خير".
غناؤه للوطن
يقول محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة: إن الفنان الراحل أبو بكر يعد من أهم الأصوات الفنية في العالم العربي، يحمل فنه رسالة الطرب الأصيل، استطاع خلال مسيرته الحافلة بالعطاء أن يرسخ اسمه في وجدان الناس.
وأضاف: أغانيه الوطنية لها سمة خاصة ورونق رفيع تستحضره الذاكرة على امتداد خارطة الوطن؛ فتعشوشب الأرض ويتجسد العشق للوطن بلغة الانتماء والولاء.. رحل أبو بكر وبقي صوته يتردد على قمم السودة وجبال طويق واجا وسلمى؛ فتحمله الغيوم لتنثر أريجه على وطن السلام أغنية عشق سرمدي البقاء.
جوائزه
حصل الفنان أبو بكر سالم خلال مسيرته الفنية، على العديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات الفنية؛ منها: الكاسيت الذهبي من إحدى شركات التوزيع الألمانية، وجائزة منظمة (اليونسكو) كثاني أحسن صوت في العالم، ووسام الثقافة عام 1424هـ/ 2003م، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 1425هـ/ 2004م، وقلّده الرئيس علي عبدالله صالح وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1409هـ/ 1989م، ومنحته جامعة حضرموت درجة الدكتوراه الفخرية عام 1424هـ/ 2003م.