عندما يُذكر اسم "حسن نصر الله" فإننا نتخيل فيلمًا من الرعب والقتل والتدمير لكل ما هو عربي، ورفع راية الفرس بدلاً من راية العرب، والعمل على تفتيت الأمة العربية، وتفكيك أهل السنة الذين تم اختراق بعضهم ممن باعوا أنفسهم لأهواء رخيصة وحياة دنيئة؛ فانجرفوا مع المتآمرين الذين صنعوا منهم أراجوزات، يلعبون بهم كيف شاؤوا.
نصر الله منذ أول يوم تسلم فيه مسؤولية أمانة الحزب بعد الأمين السابق غيَّر أهداف الحزب من مقاومة عربية إلى مقاومة فارسية. نصر الله زُرع بين العرب ليقوم بخدمة إسرائيل وإيران بمباركة من الدول الغربية. ولا يمكن أن نصدق ما يُتخذ من قرارات ضده، وإطلاق صفة الإرهاب عليه؛ فهذا يهدف إلى إسكات منتقدي الحزب من الدول العربية والإسلامية الذين - مع الأسف - انطلت عليهم اللعبة، لكنهم اكتشفوا بعد نوم عميق أن الحزب أداة هدم، اتخذها الأعداء للوصول إلى أهدافهم لتمزيق وحدة العرب والمسلمين؛ فلا توجد مشكلة في أي بلد عربي أو إسلامي إلا ونجد لحزب "الشيطان" ذيولاً فيها، سواء في الماضي أو الحاضر.. ففي الماضي لم تكن حركات الحزب مكشوفة، أما اليوم فقد أصبح ما يقوم به نصر الله وحزبه فخرًا لهم، بل يسمونه جهادًا. وقد استمعنا في الأيام الماضية إلى خطابه الذي تمني فيه أن يكون من المناضلين مع سيده عبد الملك الحوثي ضد الجيش اليمني والتحالف العربي بقيادة السعودية. هذا هو نصر الله الحقيقي الذي قتل السوريين، ويريد أن يلحق بهم أبناء اليمن، ليس كما كان يدعي بأنه مناضل في وجه إسرائيل، وأنه سيحرر فلسطين من الصهيونية.. وقد صدقه الكثيرون، وانطلت عليهم أكاذيبه، حتى أعلنها صراحة في أحد خطاباته بأن اليهود أصدقاؤه، ويُكنُّ لهم كل محبة وتقدير.. وهذه الأقوال مقترنة بالأفعال؛ فهو الآن في ضاحيته يسهر على أمن أصدقائه اليهود، ويقوم بتهريب الأسلحة والمخدرات إلى الوطن العربي.
بعد هذا كله نتساءل جميعًا عن دور الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وتعمدها غض الطرف والسكوت على أعمال هذا الإرهابي الذي يفوق في خطورته داعش وغيرها ممن استنفرت هيئة الأمم المتحدة جميع دول العالم للقضاء عليها، بينما بقي حزب الله يسرح ويمرح دون رقيب أو حسيب.