أوقاف "بر جدة".. استشراف المستقبل في منظومة الاستدامة

وفق استراتيجية تستند إلى معايير الحوكمة
أوقاف "بر جدة".. استشراف المستقبل في منظومة الاستدامة

تمضي جمعية البر بجدة في جهودها النوعية التي تجسد رؤيتها في تحقيق الأثر الاجتماعي المستدام، حاملةً رسالةً فريدةً تُقدم من خلالها حزمةً من المبادرات التنموية المبتكرة والمستدامة التي تساهم في صناعة هذا الأثر لدى الأسر والأيتام ومرضى الفشل الكلوي والمجتمع وفق أفضل الممارسات المؤسسية التي تتواكب مع برامج رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها خاصة برنامجي التحول الوطني وجودة الحياة.

ولأن (الاستدامة المالية والأثر المجتمعي وتمكين الأيتام والأسر والرعاية الصحية) هي القضايا الاستراتيجية الأربع للجمعية، فقد جاءت أهداف الجمعية متناغمة مع مسار تلك القضايا التي تحقق من خلالها رؤيتها الاستشرافية.

فجاء المحور التنموي في أهداف الجمعية الاستراتيجية نابضاً بتطلعات الجمعية في تحقيق الاستدامة في مواردها من خلال التوسع في المشاريع الوقفية والاستثمارية وتعزيز الشراكات النوعية، بهدفٍ تنفيذي يدفع باتجاه رفع عوائد الاستثمار الى 30% من إجمالي إيرادات الجمعية.

محاور التمويل الاجتماعي

وقد أدرك مجلس إدارة الجمعية وجهازها التنفيذي الدور المركزي للأوقاف في محاور التمويل الاجتماعي وأهميتها في دعم موارد الجمعية، فتم العمل على تنمية تلك الأوقاف وتعظيم أصولها لزيادة إيراداتها التي تصب في بوتقة (الحلول والمُمكّنات) المعزِّزة لموارد الجمعية.

كما عملت الجمعية على تحفيز المشاركة المجتمعية في المشروعات الوقفية التنموية ونشر ثقافة الوقف وتعزيز الوعي بها وبأثرها التنموي لإثراء المنظومة الوقفية فيها التي ترسخت في الوعي المجتمعي منطلقة من مدلول قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

استراتيجية لأدوار تنموية

لقد حرصت جمعية البر بجدة على النهوض بالأوقاف المسجلة فيها وتنميتها وتعظيم إيراداتها، وفق استراتيجية واضحة تحقق شروط واقفيها، وتعزز دورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتساهم في غرس قيم التراحم والتكافل الاجتماعي بكل ما تحققه من مقاصد الشريعة الإسلامية.

تضم أوقاف الجمعية عدداً من المباني منها:

- مبنى البغدادية المكون من 4 أدوار وقد تم تأجيره لمستثمر لمدة 10 سنوات.

- وقف فيلا الشرفية (وقف الشاولي): وهو عبارة عن فيلا قديمة بمساحة 600م2، تعمل الجمعية على تطويرها واختيار أفضل استخدام للموقع بعد الرجوع الى مكاتب متخصصة.

- وقف فيلا هاشم خياط وزوجته: فيلا دوبلكس مساحتها 600م2 بحي النهضة، تعمل الجمعية على إزالتها وبناء عمارة مكونة من 5 الى 6 أدوار.

- وقف حليمة البارقي: عبارة عن بيت شعبي صغير في منطقة الأحياء العشوائية بالشرفية، سيتم تطويره إذا لم تتم إزالته.

- أرض البغدادية (وقف عطار): وهي الأرض المقام عليها مركز هشام عطار للغسيل الكلوي التابع للجمعية بحي البغدادية.

- وقف مبنى العمودي: عبارة عمارة مكونة من 5 أدوار بحي الشرفية، تبرع بها الشيخ أحمد عبد الله العامودي، وهي مؤجرة حالياً بالكامل لمدة 10 سنوات.

- وقف شقة رحمة باروم: شقة من 3 غرف بحي العزيزية تبرعت بها السيدة رحمة باروم، مؤجرة بعقد سنوي.

كما أن هناك 3 عقارات تم إزالتها ضمن مشروع تطوير الأحياء العشوائية في أحياء: (الثغر والجامعة والهنداوية)، وسيتم الاستفادة من تعويضاتها في مشاريع تخص تطوير الأوقاف.

والى جانب هذه العقارات الوقفية، هناك أيضاً عقارات استثمارية تعتبر من الروافد الرئيسة لموارد الجمعية، وتشمل:

- أرض حي الزهراء بشارع أحمد عطاس التي يقام عليها مشروع الجمعية التجاري (مقصد جدة) بمساحة 12500م2، وستكون أحد الروافد الهامة لموارد الجمعية.

- أرض السنابل: وهي أرض كبيرة بمساحة تتجاوز 15 ألف م2، مؤجرة بالكامل لشركة بندة للتجزئة لمدة 20 عاماً.

- عمارة الشرفية/ مراكز العبير: وهي مبنى مؤجر لشركة مراكز العبير الطبية لمدة 10 سنوات.

- مركز عبد الكريم بكر الطبي: وهو مبنى مكون من طابقين، الأول مخصص لمركز الغسيل الكلوي، والثاني لإدارة الجمعية.

- أرض الشرفية: وهي عبارة عن أرضين مصمم عليهما عمارتان من خمسة أدوار للاستفادة منهما كعائد ربحي للجمعية.

أرض القرينية (الخمرة): وتعمل الجمعية على تطويرها بما يتناسب مع الحي من خلال انشاء فلل أو عمائر عليها.

- أرض منحة الوزارة (أبحر): تقع على مساحة 2500م2 وتعمل الجمعية على استثمارها من خلال إقامة شاليهات عليها بحكم موقعها بما يعزز الاستدامة المالية في الجمعية.

حلول استثمارية متكاملة

ولم تغفل الجمعية الدور الهام لتأهيل كوادرها البشرية في مجال إدارة الأوقاف، مع الاستفادة من الشراكات، والحلول الاستثمارية المتكاملة التي تلبي احتياجات الجمعية وتساهم في تنمية برامجها لضمان أفضل عائد للأوقاف وفق معايير تستند الى الحوكمة الرشيدة وتحقيق الجودة، ساعية دوماً الى بناء نموذج مؤسسي متميز في تنمية وإدارة الأوقاف وتحسين نوعية الخدمة من خلال رفع مستوى الأداء وطرح الحلول للتحديات التي تواجه الأوقاف، مع قياس أثر العمل الوقفي.

في هذا السياق أنشأت الجمعية محفظة عقارية تضم الأوقاف والمشاريع الاستثمارية، إضافة الى محفظة استثمارية للأسهم الوقفية، وحتى تضمن الجمعية رفع كفاءة إدارتهما واستدامة عوائدهما أسندتهما الى شركات متخصصة.

أولويات لإثراء الأوقاف

وتعمل الجمعية على تعزيز وزيادة أوقافها من خلال التوعية والتثقيف وتحفيز الأفراد والمؤسسات على التبرع بالأوقاف، الى جانب البحث والتوجيه من خلال إجراء البحوث والدراسات لتحديد احتياجات المجتمع والفرص المتاحة لتوجيه الأوقاف بشكل فعال نحو المجالات ذات الأولوية، إضافة إلى وضع خطط واستراتيجيات لجذب الأوقاف وتحديد الأولويات التي تعزز زيادتها، مع تقديم الدعم الفني والاستشاري لأصحاب الأوقاف لتحديد الأفضلية للاستثمارات وإدارة المشاريع الخيرية، يضاف الى ذلك حرص الجمعية على بناء الشراكات مع القطاعين الخاص والحكومي والمجتمع المدني.

وترتكز جهود الجمعية الى حزمة من الآليات لتحقيق أهدافها في تنمية أوقافها وتعظيم أصولها من خلال تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجمعية والاستفادة من الشراكات، مع مراعاة تطبيق معايير الشفافية والحوكمة لزيادة الثقة وجذب المزيد من الدعم، إضافة الى وضع خطة للاستثمار الذكي فيها بما يحقق عوائد مجدية ويحافظ على رأس المال. كما تحرص الجمعية على الاستفادة من فائض استثماراتها للتوسع بالأوقاف، وعمل تقييم دوري لها.

رؤى تعانق المستقبل

وما زالت جمعية البر بجدة ماضية في جهودها لتنمية أوقافها والاستفادة منها في دعم تنفيذ برامجها ونشاطاتها التي تلامس احتياجات الأسر والأيتام ومرضى الفشل الكلوي، وتعظيم أثرها الاجتماعي، في تعزيز الصحة العامة وتحقيق جودة الحياة من خلال تهيئة البيئة الملائمة التي تساهم في الارتقاء بالأنماط المعيشية للمواطنين وفق رؤية المملكة 2030.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org