"طواف" وموعد مع التاريخ.. سدوس بعيون "رحالة غربيين" و"كريستوف" الألماني

بين قصر سليمان ونقوش قديمة بالسلسلة الجبلية.. أحرف مسند جنوبي عمرها 3 آلاف عام
"طواف" وموعد مع التاريخ.. سدوس بعيون "رحالة غربيين" و"كريستوف" الألماني
تم النشر في

تقترب بلدة سدوس، الواقعة شمال غرب العاصمة الرياض والغائرة في التاريخ والثقافة، باعتبارها أقدَم المستوطنات البشرية في وسط الجزيرة العربية، من انطلاقة "طواف" السعودية للدراجات الهوائية في مرحلته الثانية يوم الأربعاء المقبل، الذي تنظمه الهيئة العامة للرياضة تحت إشراف الاتحاد الدولي للدراجات، وبمسافة تصل إلى 774كم، ضمن الفعاليات التي تندرج تحت برنامج "جودة الحياة".

ورسمت الجهات المختصة، مسارات انطلاق المرحلة الثانية من حصن سدوس شمال غربي الرياض حتى طريق تركي الأول بمسافة 182كم، بمشاركة ١٣٠ دراجًا يتنافسون نحو قصر "المصمك" في قلب العاصمة السعودية الرياض، على 5 مراحل.

سدوس الآثار والمعالم والنقوش

وتعتبر قرية سدوس، شاهدةً على معالم أثرية عديدة، والتي تحدّث عنها البلدانيون والرحالة باعتبارها إحدى مدن العارض وإحدى الأقاليم التاريخية التي كانت تتألف منها منطقة نجد، ومنها تقع حزوى التي كانت تُعرف بالسدوسية، ووردت في أشعار القدماء، وبها مسلة لافتة عليها نقوش وكتابات تعود إلى عصور قديمة تؤكد أهمية البلدة كإحدى الحواضر في الجزيرة العربية.

ويوجد بها القصر القديم الذي يُنسب بناؤه لسليمان بن داود عليهما السلام، وعُثر بها على نقوش قديمة في السلسلة الجبلية شمال سدوس، وهي أحرف مسند جنوبي يقدر عمرها ما بين 2000 إلى 3000 عام.

وذكرت المصادر التاريخية أن أول استقرار في المنطقة هو لقبيلة هزان الأولى البائدة، تلاها استقرار قبيلتي طسم وجديس قبل الميلاد، وكان نفوذ طسم يشمل بلادًا واسعة منها سدوس، كما سكن المنطقة بنو سدوس بن شيبان من بني ذهل، وبنو حنيفة، والجميع من بكر بن وائل، وكان استقرارهم فيها قبل الإسلام بقرنين من الزمان تقريبًا.

"رحالة غربيون في بلادنا"

وذكر الشيخ حمد الجاسر في كتابه "رحالة غربيون في بلادنا"، أن سدوس واقعةٌ على طريق تخترق الجزيرة، باجتياز جنوب اليمامة ثم وادي العارض، وفي أعلاه بلدة سدوس ثم منطقة سدير.

ويضيف "الجاسر" نقلًا عن "الهمداني": "قرية سدوس فيها قصر سليمان بن داوود عليهما السلام؛ وهو مبنيّ بصخر منحوت عجيب"، وعلق علامة الجزيرة على ما ذكره "الهمداني" بقوله: "هذا النص من أقدم ما اطلعت عليه في ذكر تلك الآثار".

دراسة ألمانية عن سدوس

وتعتبر دراسة المدن والحواضر من خلال تتبع أسسها المعمارية وبنيتها التخطيطية وربطها بالأعراف الاجتماعية والتقاليد السائدة لدى سكان تلك المدن والحواضر؛ من أهم ما يمكن تقديمه لإثراء الجانب التاريخي والحضاري لتلك الأماكن.. هذا ما حصل مع العالم والمهندس المعماري كريستوف هانكه الذي حصل على الدكتوراه من جامعة كيسر زلاوترن الألمانية عام ٢٠٠٤م نظير الدراسة العلمية التي قدّمها عن سدوس تحت عنوان "سدوس نموذج للقرية النجدية بالمملكة العربية السعودية".

وأشار إليها ناشر الكتاب فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الذي قال في مقدمة الكتاب: إن رحلة هذا العمل الأكاديمي بدأت عام ١٤٠١هـ/ ١٩٨١م، حينما استثمر العالم كريستوف ماريه هانكه وجوده الرسمي في المملكة العربية السعودية؛ وذلك للعمل في بعض المجالات والاهتمام بالنهضة التنموية بالمملكة، ووجد الفرصة مناسبة لإنجاز دراسة عن قرية سدوس والتي ضمت كثيرًا من المباني التي تعود إلى ما قبل القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، وحملت تصاميمها مؤشرات على روابط دينية اجتماعية كانت باعثًا في التخطيط؛ حيث الْتقى "كريستوف" في بداية رحلته العلمية بوالدي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن مشاري بن معمر رحمه الله ١٣٤٣- ١٤١٥/ ١٩٢٥- ١٩٩٥م أمير سدوس، والذي أكرم وفادته وعائلته، وقدّم له كل ما يخدم أبحاثه ومعلوماته التاريخية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org