لجأت الكثير من الأسر إلى الاختصار في الزواجات والحفلات، وأصبحت تُقام في المنازل أو في قاعات صغيرة مختصرة يحضرها الأهل والأقارب فقط، وهو ما عمل به في أزمة كورونا، واستمرّ به إلى الآن حتى قامت الكثير من قصور الأفراح والقاعات بتأجير أو بيع قاعاتها وقصورها؛ لانعدام الحفلات والزواجات فيها.
وحول هذا الموضوع قال المختص الاجتماعي والأسري أحمد السعد، في حديثه لـ"سبق": لاحظنا عزوف بعض العوائل عن حجز قاعات الأفراح، وبالأخص ذات الأسعار المرتفعة، والاكتفاء بالزواجات العائلية، وتكون في المنازل أو في الأملاك الخاصة والاستراحات الخاصة، أو المزارع الخاصة، وهذا الأمر يعود لأسباب عديدة؛ منها ارتفاع أسعار تكاليف الزواج والمتطلّبات؛ حيث أصبحت هذه التكاليف ترهق كاهل الزوج بصفته المعنيّ الأول بتأمين جميع متطلبات الزواج والفرح وإحياء هذه الذكرى.
وأضاف السعد: أن أهم عوامل العزوف عن القاعات هو ارتفاع الأسعار الخاصة بالقاعات، وكذلك ارتفاع الملحقات الأخرى والتجهيزات والزفّة والعشاء للضيوف، والضيافة من المشروبات كالقهوة والشاي، وكل ما زاد عدد الضيوف ارتفعت التكاليف.
وأكد السعد أن أحد الأسباب أيضًا هو وجود بعض العادات لدى بعض القبائل تفضل وتميل للمناسبات المحدودة، وبالأخص سكان القرى والمحافظات؛ مما يستدعي عدم الحاجة إلى استئجار قاعة مناسبات وإمكانية الاجتماع في أحد المنازل أو الأملاك الخاصة، وتعود هذه العادات والتقاليد إلى أن بعض آباء الزوجات لا يرغب بإرهاق الزوج المتقدم بالتكاليف، وأن يحتفظ بهذه التكاليف لأسرته؛ لكي ينعم بها ويعيش حياة زوجية سعيدة.
اجتماعيًّا يرى "السعد" أنه من المناسب أن تكون الزواجات محدودة ضمن فئة مقرّبة جدًّا؛ فالزوج والزوجة دائمًا ما يبحثون عن دعوة صادقة بالتوفيق والبركة، وبكل تأكيد يتمنون رؤية من يحبون يحتفلون معهم لكن مع مراعاة التكاليف؛ فلا جدوى من القيام بكافة الالتزامات والضيافة والكلفة وبعد هذه الليلة السعيدة تكون حياة الزوجين سداد الديون.