روى الباحث والمؤلف في الآثار والجغرافيا تركي بن إبراهيم القهيدان واقعة اكتشاف مواطن لبقايا الفهد الصياد بداخل كهف واقع غربي محافظة رفحاء في العام 1423هـ وتفاصيل رحلته الاستكشافية داخل الكهف لتوثيق واقعة كشف الفهود.
وقال القهيدان لـ"سبق": مكتشف بقايا الفهد الصياد مواطن يدعى عبدالعزيز بن حمد الروضان وعثر عليها في كهف يقع في صحارى محافظة رفحاء، وبعد أن أبلغني بذلك قمت بزيارة ميدانية للموقع برفقته بالإضافة إلى اثنين آخرين هما عبدالله العباس وعبدالله الزوين، ونزلنا معًا بداخل الكهف في مغامرة مرعبة ومحفوفة بالمخاطر امتدت لـ 5 ساعات متواصلة شاهدنا خلالها أشياء غريبة وعجيبة.
وأضاف: عثرنا على مجموعة فهود كانت محتفظة بشكلها العام نظرًا لبرودة الكهف وعدم تعرضها لأشعة الشمس والعوامل الجوية، وهي شبيهة بما أعلن عنه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قبل عدة أيام، وبعضهم في البداية شكك في صحة ما نشر عن الكشف وبعضهم الآخر كان يرى الحيوان مجلوبًا من خارج البلاد فجرى الرد عليهم بتوثيق علمي من داخل الكهف.
وأردف: الكهف يمتد نحو 500 متر تحت جوف الأرض ورصدنا بداخله إضافة إلى الفهود جثث حيوانات مفترسة وجماجم وعظام والكثير من الأشكال الرائعة كالستائر، والأسطح الملساء، والمتدليات، والأعمدة الإبرية، والقش وقمت بتسجيل وإخراج أول فيلم وثائقي يتناول هذا الاكتشاف الفريد من جميع جوانبه.
وأكمل: بعد تجاهل اكتشاف المواطن الروضان من الجهات المعنية وعدم التفاعل معه قررت حفظ حقه ونسب الفضل له بإعداد تقرير مفصل عنه بالصوت والصورة ونشره في الموقع الشهير يوتيوب في العام 1437هـ وقد حصد مشاهدات كبيرة وتداولته الناس على نطاق واسع إلى عهد قريب، مؤكدًا أن الاكتشاف المعلن عنه أخيرًا ما هو إلا تكرار وإعادة للكشف القديم للمواطن الروضان.
وتابع: من المؤسف ألا يلتفت أي أحد لكشوفاتنا وتوثيقنا العلمي وفي المقابل نجد التوثيق العلمي للمستشرقين الغربيين ونسب الفضل لهم في كل صغيرة وكبيرة، وهذا حق لهم، بينما تغيب أعمال ابن البلد لأسباب غير منطقية أو مقنعة، مستشهدًا بهذا الاكتشاف الذي ظل مهمشًا ومنسيًا.
وختم القهيدان قائلاً: أستغرب من عدم اطلاع الجهات المعنية على ما ينشره الباحثون المختصون والتفاعل مع مكتشفاتهم ونسب الجهود إلى أهلها، مؤكدًا أن تهميش دور المبلغين قد يدفعهم إلى عدم الإفصاح عما يرصدونه من مكتشفات مفيدة تعنى بالحياة الفطرية.