تترك كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، دلالات عميقة وقوية في عمق العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية؛ فلديه القدرة على الإقناع والتأثير؛ سواء فيما يكتبه أو يتحدث به؛ فهو صاحب رؤية واعية استطاع أن يقنع العالم بها.
ويصنع عراب رؤية السعودية 2030 الأمير محمد بن سلمان واقعًا مغايرًا بكل شجاعة، عبر تشكيل دولة جديدة كليًّا في هذه البقعة من العالم، يقودها بطموح كبير جدًّا لا يمكن أن يوقفه شيء.
ففي كلماته نظرة لمستقبل واعد ومشرق، أن السعودية فتحت صندوق كنزها الذي ظل مغلقًا منذ تأسيسها واستثماره بشجاعة كبيرة، لصناعة مستقبلها وفق ما تريد هي، لا وفق ما تُمليه ظروف الأسواق العالمية والمستجدات السياسية.
فقد دوّن ولي العهد بالأمس في سجل الزيارات للقصر الرئاسي الكوري، كلمات مختصرة ولكنها ذات دلالات عميقة وقوية لدى الكوريين؛ حيث دوّن: "سعيد بوجودي في كوريا الجنوبية لتنمية العلاقات العريقة".. كلمات معدودة تحدد محاور الرؤية الرئيسية، وهي: (اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح)؛ فتنمية العلاقات العريقة مع كوريا الجنوبية سيكون لها الأثر في تهيئة اقتصاد المملكة للانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط.
ولي العهد الذي أدهش العالم لدرجة أن بعض الدبلوماسيين وصفه بأنه "سيد كل شيء"، وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام كوريا الجنوبية، وشاهدت حقيقة ذلك في أفعاله واتفاقياته التي وُقّعت وكانت بمثابة القناعة الكاملة بذلك؛ حيث يعمل على إيجاد حلول وإصلاحات اقتصادية في المملكة، وعدم الاعتماد على النفط كمورد اقتصادي وحيد، والعمل على تنوع مصادر الدخل، وابتكار وسائل ومصادر جديدة تغذي الاقتصاد السعودي وتطور البنية التحتية، وقد حقق في هذا الصدد نجاحًا كبيرًا، شهدت به الأوساط الاقتصادية والخبراء الاقتصاديون داخل وخارج المملكة.
ولي العهد الذي طالما عشق الطموح والتحدي والبحث عن كل ما من شأنه رفع مكانة المملكة داخليًّا وخارجيًّا؛ فهو يعمل على تعزيز مكانة المملكة الخارجية اقتصاديًّا ودبلوماسيًّا وسياسيًّا.
ولي العهد الذي عقد تحالفات وحلولًا سياسية للكثير من قضايا المنطقة، والتي عززت مكانة المملكة العربية السعودية وزادت في قوتها ومكانتها عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، اليوم يدرك الكوريون حقيقة "سيد كل شيء".
ومع هذا الإدارك، حملت تصريحات ولي العهد الكثير من الشراكات الاستراتيجية والتعاون وقوة الرؤية السعودية 2030؛ حيث قال الأمير محمد بن سلمان: "تمثل شراكتنا الاستراتيجية فرصة لتحقيق قيمة مضافة للبلدين لدعم وتنمية القدرات والتعاون؛ حيث يتمتع بلدانا بشراكة استراتيجية في العديد من مجالات التعاون منها السياسية والأمنية والدفاع والاقتصاد والشؤون الثقافية والاجتماعية".
وأضاف: "كما تعلمون فخامتكم؛ فإن المملكة العربية السعودية قد وضعت خطة لتحول تاريخي وهي رؤية المملكة 2030؛ حيث تغطي هذه الخطوة الطموحة ثلاث ركائز، اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح.. ونتطلع من خلال هذه الرؤية لأن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة ورابطًا بين قارات العالم".
وتابع الأمير محمد بن سلمان بالقول: "نعلم بوجود إمكانيات هائلة وشراكة بين البلدين غير مستغلة وفرص لزيادة التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين، بالإضافة إلى تطوير القدرات الدفاعية وتحقيق ازدهار اقتصادي من خلال البناء المشترك للصناعات، وتطوير رأس المال البشري، وتحسين جودة الحياة بين الشعبين؛ فالمملكة العربية السعودية لديها تجربة رائعة جدًّا مع كوريا الجنوبية في السابق، ونريد أن نكررها بشكل أكبر وأفضل لمصلحة بلديْنا".