استضاف مواطن، من سكان محافظة رفحاء في مخيمه البري، مساء أمس، رحالين روسيين داهمتهما الأمطار الغزيرة على الطريق الدولي بالقرب من محافظة رفحاء وأعاقتهما عن تكملة المسير، إذ استوقفهما ابنه واصطحبهما معه بسيارته.
وعن تفاصيل الواقعة قال المواطن سالم بن ثنيان الشمري لـ"سبق" إن ابنه عبدالعزيز كان قادماً بسيارته من المنطقة الشرقية متجهاً إلى محافظة رفحاء، ولفت انتباهه وجود شخصين يسيران على قدميهما بمحاذاة الطريق الدولي، وقد بدت عليهما آثار التعب والتوجس من جراء الهطول الشديد للمطر.
وأضاف: بادر ابني إلى التوقف على كتف الطريق وتبادل مع الشخصين الأحاديث، فكشفا له بأنهما رحالان روسيان قادمان من أبو ظبي لزيارة السعودية، فعرض عليهما التوجه معه إلى مخيم والده والمكوث في مكان آمن حتى تستقر الأجواء وتهدأ، فوافقا على طلبه ورافقاه بسيارته إلى الموقع.
وتابع: فور وصولهما إلى المخيم استقبلناهما بعبارات الترحيب، وبدأنا بتجهيز طعام العشاء خصيصاً لهما، وبعدها احتسيا الشاي والقهوة وتسامرنا سويًا، ثم أبلغناهما بضرورة المبيت لدينا هذه الليلة حتى تتحسن الأجواء، فوافقا وكانت علامات السرور والارتياح بادية على وجهيهما.
وعلى الجانب الآخر، أوضح الرحالان الروسيان، رومان وهو مدرس جيولوجيا، ويبلغ من العمر 36 عاماً وزميله مارك، ويعمل مدرساً لمادة التاريخ وعمره 31 عاماً في تصريحٍ لـ"سبق" بأنهما جاءا للسعودية من أجل اكتشاف الحياة الحقيقية للناس والطبيعة والمباني القديمة وحياة البادية في الصحراء وعاداتهم وتقاليدهم.
وذكرا بأن رحلتهما انطلقت من مدينة أبو ظبي الإماراتية مروراً بعدة قرى ومدن ومحافظات سعودية، وانتهاءً بمدينة العُلا، ومن ثم العودة ثانيةً إلى أبو ظبي، مشيرين إلى أنهما سوف يقطعان في رحلة الذهاب مسافة 2500 كلم، ويستغرق وقت الرحلة حوالي 26 يوماً.
وأكد الروسيان أنهما يمتلكان أجهزة نقالة مزودة بشبكة الإنترنت وبحوزتهما شنط للسفر تحوي ملابس وخياماً ومفارش للنوم وعدة للطبخ، ويسيران يومياً لمدة 9 ساعات متواصلة، وبعدها يأخذان قسطاً من الراحة ثم يخلدان إلى النوم.
واختتما قائلين: السعوديون شعب لطيف وكريم ومضياف، يحبون مساعدة الناس ويرحبون دائماً بنا أثناء مقابلتنا، موضحين أن ما وجداه من كرم وضيافة وحسن استقبال في محافظة رفحاء، يعكس الصورة الحقيقية للكرم العربي الذي يمثله أبناء الشعب السعودي الأصيل.
