قال المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، في تقريرٍ مُصور تنشر "سبق" مقتطفات منه: إنه عندما تنطفئ شعلة الصاروخ الصيني التائه الذي يترقبه العالم أجمع على مسافة ٤٠ كيلو من الأرض، بعدها لا يُشاهد ويتساقط حطامه، ومن المتوقع أن يكون في فترة الليل، ويستغرق حتى يصل الأرض حوالي ثلث ساعة.
وأضاف: "نحنُ لا نريد أن نبالغ ولا نهمش الخطر، فلا الخطر كبير ولا هو منعدم، بل هو ضئيل جدًّا، ونسبة حوادث السيارات والحوادث الأخرى أعلى من ذلك بأضعاف".
وأشار إلى أنه في يوم ٢٩ أبريل الماضي أطلقت الصين صاروخًا فضائيًّا يحمل الوحدة الأساسية لمحطة فضاء تنوي الصين بناءها، والآن هناك محطة فضاء واحدة مشتركة بين الدول هي محطة الفضاء الدولية، والصين تنوي بناء محطة خاصة بها، وهذا الصاروخ حمل معه أول قطعة، بل المكون الرئيسي لهذه المحطة الدولية، والصاروخ عُرف باسم Loung March 5 وهو من الطراز CZ5B.
ولفت إلى أن ما حصل هو أن الصاروخ أطلق ووضع في المدار المحسوب له وبعد ذلك كان الأصل أن الجزء الرئيسي المفترض أنه يعود إلى الأرض بطريقة مُتحكم بها، لكن فشلت النية هذه ولم تتحقق وسيعود بطريقة غير مُتحكم بها.
وفي سؤال عن الذي سيسقط ماذا يسمى؟ قال الفلكي "عودة": "لا بُد أن نعرف أولًا ومن خلال رسم بياني مُرفق أن طول هذا الصاروخ ٥٤ مترًا، ووزنه كبير يفوق الـ٨٥٠ طنًّا، والقطعة التي ستسقط هي القطعة الأكبر من الصاروخ لكنها ليست الصاروخ كاملًا".
وأضاف: "هذه القطعة حالها مثل حال بقية الصواريخ وبعد أن تضع الحمولة في المدار المحسوب لها فهي أصلًا قطعة تدور حول الأرض مثلها مثل القمر الصناعي، وهذا النوع يسمى "روكيت بودي" بمعنى "جسم صاروخ" وهذا الذي سوف يسقط علينا، وليس من الخطأ أن نقول بأنه سيسقط علينا حُطام الصاروخ".
وذكر أن أجزاء هذا الصاروخ كانت وما تزال تدور حول الأرض بشكل شبه بيضاوي وليس دائريًّا، يدور مرة واحدة كل ٩٠ دقيقة وطولها ٣٣ مترًا وقطرها ٥ أمتار، تدور حاليًّا على ارتفاق ١٦٠ كم إلى ٢٦٠ كم، لذلك نقول بأنها في مدار بيضاوي وليس دائريًّا وسرعتها ٢٨ ألف كم في الساعة.
وعن التساؤل المطروح: هل الصين هي لوحدها من قامت بهذا العمل؟ قال: "لا. وللعلم أن الصاروخ يتكون من عدة مراحل وما سيسقط على الأرض هو عبارة عن قطعة صغيرة، وما يحدث الآن يحدث بشكلٍ أسبوعي في كل من أمريكا وأوروبا والصين وروسيا، وجميع الدول التي أطلق منها صواريخ تفعل ما تفعله الصين الآن، ولأن الصاروخ يتكون من مرحلة واحدة فهي كبيرة؛ ولذلك تسبب ذلك بحدوث ضجة كبيرة أكبر من المعتاد، وللمعلومة أنه كل ٤ إلى ٥ أيام هناك أقمار تسقط علينا أصلًا ولكن ليست بهذا الحجم".
وكان مركز الفلك الدولي قد تابع ويتابع مجريات هذا الصاروخ؛ حيث كشف عن توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي أن الموعد المتوقع لسقوط حطام الصاروخ الصيني هو يوم 09 مايو ما بين الساعة 00:03 والساعة 08:03 بتوقيت غرينتش، في حين تشير تنبؤات وزارة الدفاع الأمريكية أن موعد السقوط هو ما بين يوم 08 مايو الساعة 23:27 ويوم 09 مايو الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش.
وأشار الفلكي "عودة" إلى أن الخرائط المُعدة والمرفقة تُبين موقع السقوط المتوقع في منتصف الفترة المذكور سابقًا، وتشير الخطوط الخضراء والحمراء إلى الأماكن التي قد يسقط فوقها ضمن كامل الفترة، مؤكدًا أنه ومن خلال متابعة عمليات السقوط السابقة خلال السنوات الماضية لا توجد أي جهة توقعاتها هي الأدق دائمًا.
وبيّن أنهُ سيمر حطام الصاروخ الصيني التائه هذه الليلة أربع مرات فوق الوطن العربي؛ الأولى: الساعة 18:30 فوق الخليج العربي، الثانية: الساعة 20:03 فوق مصر وبلاد الشام، الثالثة والرابعة: فوق المغرب العربي في الساعة 21:30 و23:00 بتوقيت غرينتش، وكلها لا تُشكل خطرًا لأنها خارج وقت سقوط الحطام.
وأضاف: "مبدئيًّا وبحسب آخر التحديثات هناك ست دول عربية أصبحت في مأمن من سقوط الحطام فوقها؛ وهي: "الإمارات وقطر والبحرين والكويت ولبنان واليمن"، مع ضرورة متابعة التحديثات القادمة للاطلاع على أي تغيير، والتي يمكن متابعتها من خلال حساب مركز الفلك الدولي على تويتر أو من خلال الموقع التالي: