بملابس الحضارة الدادانية واللحيانية، استرجعت هذه الأزياء القديمة عبق التاريخ والتراث الذي بدأ عام 700 قبل الميلاد، ليمثل لنا حقبة ماضية في صورة حية لم نشاهدها من قبل حيث كانت تلك الشخصيات على الممر المؤدي لجبل عكمة.
ووثقت "سبق" في زيارتها لجبل عكمة، ضمن فعاليات مساء عكمة، إحدى الفعاليات التي تنظمها الهيئة الملكية بالعلا، لتسليط الضوء على هذه المنطقة الأثرية التي تعد مَوطن أغنى النقوش وأكثرها تنوعًا في العلا.
وترجع أهمية جبل عكمة إلى أنه كان في الماضي جزءًا من محطة طريق القوافل، وأصبح مع الزمن حارسًا يحفظ بدقة أحوال ذلك الزمن من خلال المنحوتات التي توفر معلومات قيّمة حول طريقة حياة الدادانيين واللحيانيين وغيرهم.
وتكمن أهمية الكتابات والنقوش والرسومات في منطقة "جبل عكمة" في كونها سجلاً تاريخيًّا وحضاريًّا منذ آلاف السنين، فعلى الرغم من أن معظمها يتناول أمورًا شخصية في الغالب إلا أنها تمدنا بمعلومات مهمة عن مملكة لحيان، وحضارتها، والمجتمع العربي اللحياني القديم، وأوضاعه الحياتية والإنسانية، والحياة الدينية وما فيها من تقديم للقرابين والنذور، أو تقديم الزكاة، أو الحج للمعبودات، ومعلومات حول ما يحكم مجتمعهم من قوانين وتنظيمات.
وتدل الكتابات في "جبل عكمة" وغيرها من الكتابات في الأماكن الأخرى على مظاهر تحضُّر اللحيانيين، ومعرفتهم ببعض المهن والحِرف الدقيقة، كصياغة المعادن والنحت.
