كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – في زيارة إلى بريطانيا عام 1998، والتقى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في قصر بالمورال في اسكتلندا، وكان اللقاء يدور على خير ما يرام، إلى أن قررت الملكة الراحلة مفاجأة الملك عبدالله الذي كان يشغل منصب ولي العهد آنذاك.. فما القصة؟
القصة الآتية يستدعيها الظرف الراهن بإعلان وفاة ملكة بريطانيا بعد 70 عامًا على العرش، ويرويها السفير البريطاني السابق لدى الرياض شيرارد كوبر كولز؛ إذ فتح خزانة الأسرار؛ ليخبرنا بما دار خلال لقاء الملك عبدالله بملكة بريطانيا الراحلة في قصرها المنيف، وهو الأمر الذي أصاب ملك السعودية الراحل بتوتر شديد.
يروي الدبلوماسي البريطاني في كتابه Ever the Diplomat أنه خلال لقاء الملك عبدالله بالملكة إليزابيث، وعقب تناول الغداء، سألت الملكة ضيفها الكبير عما إذا كان يرغب بجولة بالسيارة في مرتفعات أبردينشاير؛ ليستجيب الملك لاقتراح مضيفته.
وعلى الفور صعد الملك إلى السيارة من طراز "لاند روفر"، ولكنه فوجئ واندهش بشدة عندما وجد الملكة تصعد إلى مقعد القيادة لتقود السيارة بنفسها!
وسرعان ما استبدل الملك عبدالله اندهاشه إلى توتر شديد مع انطلاق الملكة بسرعة فائقة عبر الطرق الضيقة، والهدوء يرتسم على وجهها، فيما لم تتوقف عن الحديث معه أثناء إسراعها بالسيارة؛ وهو ما دفع الملك عبدالله إلى أن يطلب من الملكة بلطف أن تخفض من سرعتها، وأن تنتبه أكثر للطريق أمامها.
ويستكمل "كولز" روايته بأنه عندما التقى الملك عبدالله في عام 2006 نقل إليه تحيات الملكة، مشيرًا إلى أنها شاركته ذكريات جميلة عن قيادتها السيارة عبر المرتفعات، في إشارة إلى تلك الحادثة الطريفة؛ ليخبره الملك الراحل والابتسامة على وجهه: "نعم، كنت متوترًا إلى حد ما. لقد قلت لملكتك ألا تنظر إلي، بل تنظر إلى الطريق. وفي إشارة إلى ذلك تدخَّل وزير خارجيته (الأمير سعود الفيصل) بقوله: أظن أيها السفير أن جلالة الملكة تقود سفينة الدولة بثبات أكثر من قيادتها سيارة لاند روفر".