نوّه مشاركون في ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم الذي نظمته وزارة التعليم، إلى ما يشهده القطاع غير الربحي في المملكة من نموّ ملحوظ، خاصة في مجال التعليم، مدفوعًا بمبادرات رؤية 2030 ومستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية التي تهدف إلى تعزيز دور هذا القطاع في تحقيق تأثير اجتماعي واقتصادي أعمق.
وأكّد المشاركون في جلسة حملت عنوان "المنظمات ومحفزات المنظمات التعليمية غير الربحية" التي أدارها وكيل وزارة التعليم للتعليم العام الدكتور حسن بن محسن خرمي، ومشاركة الدكتورة عائشة زكري عضو مجلس الشورى، والدكتور سعدون السعدون رئيس مجلس الجمعيات الأهلية، والدكتور عبد الرحمن السلمي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، والدكتور محمد الخطيب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز؛ أن الاستثمار في القطاع غير الربحي يعدّ مكونًا أساسيًّا لتحقيق استدامته وتوسيع نطاق تأثيره، من خلال تطوير مصادر دخل متعددة، مثل إسناد الخدمات والشراكة مع القطاع الخاص، أو تشغيل المدارس، وخصوصًا ذات الأداء المنخفض.
وقال الدكتور "خرمي" أثناء الجلسة: إن "الوزارة شرعت في التوسع في مشاركة القطاع غير الربحي في التعليم؛ حيث يعدّ محركًا رئيسًا للعملية التعليمية، كما يعدّ شريكًا أساسيًّا في مستهدفات منظومة التعليم والتدريب، ليس فقط على مستوى التعليم العام، بل أيضًا على مستوى التعليم العالي، ليسهم في بناء القدرات البشرية التي يعول عليها في قيادة المشاريع الوطنية الضخمة، والمساهمة في تعزيز جودة التعليم، وصولًا بالنظام التعليمي ليصبح من أفضل 20 نظامًا تعليميًّا دوليًّا".
وأشار إلى أن من أهم أهداف مثل هذه الملتقيات التعرّف على التجارب الناجحة والممارسات المؤثرة في هذا القطاع، وتحفيز المنظمات غير الربحية والمشاركة المجتمعية في التعليم من خلال الاهتمام بالمدرسة كمكون ونواة رئيسية لتطوير التعليم من خلال الإبداع في خدمة الطالب والمعلم والبيئة المدرسية، إضافة إلى تشجيع التجارب النوعية في هذا المجال.
وأكد وكيل وزارة التعليم العام أن "توجه الوزارة لتعزيز الشراكة مع منظمات القطاع غير الربحي، يأتي لرفع إسهامات هذا القطاع لما يزيد على 5% بحلول 2030 بعد أن لمسنا تميزًا في مدارس المؤسسات غير الربحية على المستوى الوطني وتعميق التجارب المتميزة والممارسات الناجحة والمناسبة لنظامنا التعليمي، وتمكين الشراكات المجتمعية، إلى جانب تشجيع العمل التطوعي ضمن التوجهات الرئيسية لمنظومة التعليم والتدريب".
وشهد ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم في نسخته الأولى تحت عنوان "آفاق وتطلعات"، الذي اختتم فعالياته أمس، توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين وزارة التعليم ومؤسسات القطاع غير الربحي، كما شهد إطلاق عدد من المبادرات والبرامج والمنتجات التمويلية؛ بهدف تعزيز نمو وتطوير القطاع غير الربحي التعليمي ومدّ جسور الشراكات المستدامة، وذلك على هامش ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم، والذي تضمن كذلك في يومه الثاني والأخير 4 جلسات حوارية ناقشت واقع المنظمات غير الربحية والوقفية في التعليم، وممكنات ومحفزات المنظمات التعليمية غير الربحية، إلى جانب التجارب والتطلعات في التعليم الجامعي غير الربحي، واستعراض بعض النماذج في هذا المجال.