ينطلق مؤتمر "مستقبل التحلية" الذي تستضيفه الرياض تحت شعار "التحلية في الفضاء" في الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر 2022م، مستعرضاً أبرز المستجدات والتحديات التي تواجهها هذه الصناعة، مستشهداً بواقع يشهد توسعاً كبيراً في مجال التحلية، وتجربة سعودية فريدة خاضتها المؤسسة العامة لتحلية المياه، والإرادة في مواجهة التحديات بالمجال.
ويتناول المؤتمر عدداً من القضايا التي تواجه مستقبل التحلية وأمثل الحلول، منها الوسائل التي تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن صناعة التحلية بنسبة 51%، والأساليب المُمكّنة من زيادة نسبة تدفقات الإيرادات غير المائية إلى 10% من الإجمالي، إضافة إلى سبل جعل تكلفة تحلية المياه 0.32 دولار أمريكي للمتر المكعب.
وتعد هذه الرؤى، التي ستكون محل اهتمام الأشخاص المعنيين من أصحاب القرار والخبراء بالمؤتمر؛ الوسيلة التي يتم من خلالها تحقيق أحد أهداف المؤتمر، المتمثل في المشاركة لإنشاء خارطة طريق لتطوير صناعة موارد المياه غير التقليدية حتى عام 2030م، وذلك عبر الجلسات وورش العمل خلال اليومين الثاني والثالث للمؤتمر، بالإضافة إلى عرض الـ3D حول التحلية في الفضاء وتحت المياه وفي المناطق الثلجية، ومحطات المحاكاة الافتراضية التي تعمل دون تدخل بشري.
وكدور ريادي ومنسجم مع الجهود العالمية في تخفيض الانبعاثات الكربونية، يتطلع المؤتمرون إلى تحقيق مزيد من التقدم في كمية الطاقة المطلوبة لتحلية المتر المكعب من مياه البحر، بحيث تكون النتائج تقليلاً لانبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 51%.
ووفقاً للرؤية في هذا المجال فإن ذلك يتم من خلال المرشحات الغشائية المحسنة، والعمليات المبتكرة الأخرى، إضافة إلى ما يتضمنه ذلك من استبدال محطات التحلية الحرارية الحالية بمحطات تحلية ذات مرشحات غشائية، ودمج تحلية المياه مع مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة.
ويتمثل أبرز ما يسعى المؤتمر لتحقيقه في قراءة طموحة للمستقبل في مجال تحلية المياه، فبالتزامن مع الأبحاث المتقدمة التي بدأت تأخذ مجالها في حقول الاستفادة من علوم الفضاء والتجارب المتعلقة به، يتطلع الخبراء لرؤى جديدة تتعلق بنشاط تحلية المياه وفقاً لما يتوفر من معلومات حالية ومتطلبات وأبحاث مستقبلية في مجال الفضاء، وهو مجال متسع الآفاق، ويطرق أبواب الخيال لإحالتها إلى واقع.
ومن تلك الرؤى المتقدمة، جاء شعار المؤتمر (التحلية في الفضاء) كإشارة للطموح المتعلق بفتح المزيد من نوافذ الإبداع والابتكار في مجال التحلية، ارتياداً لأفكار جديدة، وتحفيزاً للاهتمام المشترك بهذا الجانب لما يمكن أن يضيفه في صناعة التحلية وتحقيق تطلعاتها.
وستكون هذه الفعاليات المبتكرة، نقطة البدء لها في اليوم الأول للمؤتمر (الأحد الحادي عشر من سبتمبر) من خلال الجلسة الوزارية، والجلسة الافتتاحية، وتدشين المعرض المصاحب للمؤتمر، وهي فعاليات ستجمع بين الجوانب الاحتفالية، والجوانب التي تغطي الأهداف الرئيسة، بالإضافة لما ستشهده هذه البداية من توقيع اتفاقيات تأكيداً لاستمرار الدور الريادي للمملكة في تحلية المياه، والمتمثل في إنشاء المؤسسة العاملة لتحلية المياه المالحة في العام 1974م، لتصبح أكبر منشأة منتجة لمياه البحر المحلاة في العالم، ونموذجاً عالمياً يُحتذى به في التميز عبر تنفيذ وتشغيل المشاريع والمحطات الضخمة، مع الالتزام بالجودة والاحترافية في الأداء.