أكد المهندس عبدالله الرخيص، رئيس المجلس التأسيسي لقطاع الشمالي الصحي أن تكلفة الأمراض المزمنة (السكري والضغط) أصبحت من التحديات الصحية في منطقة حائل، والتي ارتفع الإنفاق عليها من خمسة مليارات ريال سنوياً إلى نحو ثمانية مليارات سنويًا، وذلك بسبب نمط الحياة غير الصحي الذي يرفع تكلفة الرعاية الصحية والعلاج.
وأضاف خلال مشاركة له في الحديث عن التحول الصحي والثقافة التنظيمية خلال الأمسية الرمضانية التي أقامها تجمع حائل الصحي، أن الرعاية الصحية قد تكلف ربع الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله- تولي الخدمة الصحية رعاية خاصة، تهدف إلى أن ينعم كل مواطن ومقيم بصحة وعافية.
وأشار إلى أن الخدمة الصحية في المستشفيات الطرفية لمنطقة حائل، لاتفي بالغرض المنشود، الأمر الذي به يجب تطوير المؤسسات والأشخاص والأدوات لضمان جودة الخدمة الصحية.
"وأردف أنه "بتحسين الخدمة الصحية والنظام المحكم الصحي الذي سوف يتم تطبيقه ستنخفض نسبة وفيات الجلطات إلى 80% إن شاء الله".
وأشار مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة سلطان بن ناصر المسيعيد، أن التحول الصحي الذي تشهده منطقة حائل يركز على أربعة مرتكزات وأولويات يضعها برنامج تحول القطاع الصحي في مقدمة أهدافه هي الوقاية والصحة العامة والابتكار والاستدامة.
وأضاف: "عند تعديل نمط الحياة وسلوك الفرد للأفضل في حائل سنصل إن شاء الله إلى أنه من يصل عمره 80 عامًا لا يعاني من مشاكل صحية ويتمتع بصحة وعافية".
وعن أعداد الأطباء في تجمع صحي حائل، أشار"المسيعيد" إلى أن 600 طبيب سعودي بحائل يعملون في تجمع حائل الصحي، منهم 50 طبيباً استشارياً على قدر كافِ جدًا من الكفاءة، وأن جميع طاقم الخدمة الصحية في التجمع سعوديين.
وقال الرئيس التنفيذي لتجمع حائل الصحي المهندس حاتم الرشدان، إن "التحول الصحي الذي تشهده الخدمات الصحية بحائل، سيسهم في تقديم الخدمة الصحية للمواطن وتسهيل وصولها إليه".
وأكد أن الخدمة الصحية في حائل لن تتأثر في عملية التحول، وستستمر دون انقطاع ويحرص تجمع حائل على تجويدها، مشدداً على أن خدمة "طبيب لكل أسرة" ستسهم في تغيير نمط الحياة الصحية لدى المواطن وستكون وفق قاعدة "90-90-90"، أي 90% من المواطنين في حائل سيكون تقييمهم المباشر من طبيب الأسرة في أمراض السكر والضغط، و90% من سيتمكن من علاجهم، و90% سيتم متابعتهم ومدى تحسنهم·
وتحدث المهندس هشام العلي، مدير مكتب التحول وإدارة المشاريع بتجمع حائل الصحي، عن نموذج الرعاية الصحية الجديد الذي يهدف إلى محافظة الفرد الحائلي وأسرته على صحتهم لتحقيق الوصول إلى مستويات الرعاية الصحية التي يتطلبها المجتمع الحائلي داخل المنظومة الصحية في المنطقة.
وأوضح "العلي" نظم ومسارات النموذج ستة، تتمثل في الرعاية الوقائية، والرعاية المزمنة، والرعاية العاجلة، ورعاية الأم والطفل، والرعاية الاختيارية، والرعاية التلطيفية.
وأضاف أن "النموذج الجديد يتم تطبيقه على جميع المنشآت الصحية بكافة أنواعها، كالمستشفيات التخصصية والمستشفيات العامة والرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية الافتراضية والتجمعات الصحية وكذلك الفرد الممكن، فيما يدرس من خلال النموذج الجديد الصحة النفسية والصحة البدنية والصحة الاجتماعية للفرد والمجتمع".
الجدير ذكره أن نمـوذج الرعايـة الجديـد يعمل علـى تطبيـق ٤٢ مبـادرة، ٢٧ منهـا مقسمـة علـى نظـم الرعايـة الصحيـة الســتة، و١٥ مبــادرة متداخلة مــع نظــم رعايـة مختلفــة والتي تعمل وفق مجموعة استراتيجيات برمجيــة، مصممة خصيصاً لإحداث تغيرات ســلوكية، وتحســين صحــة الفــرد وتخفيض التكلفة العلاجية.
وأشار "العلي" إلى أنه تم ربط مستشفيات المنطقة والهلال الأحمر مع مركز القلب بحائل، من خلال مسار إكلينيكي يسهم بعد مشيئة الله في إنقاذ حياة مرضى الجلطات القلبية.
من جهته، استعرض عادل محمد العصيمي، نائب الرئيس التنفيذي للحوكمة في شركة الصحة القابضة التنظيمات والإجراءات والضوابط التي تتضمن التحول التدريجي للخدمات الصحية من وزارة الصحة إلى شركة الصحة القابضة، وتأسيس مركز التأمين الصحي الوطني، كما استعرض قيام شركة الصحة القابضة بتأسيس التجمعات الصحية التي ستكون بمثابة شركات مستقلة تتبع للشركة .
وأشار "العصيمي" أنه حتى الآن تم تأسيس 20 تجمعاً صحياً، وخمسة مجالس تأسيسية تتولى مهام ومسؤوليات المجالس الاستشارية للتجمعات الصحية والإشراف عليها عبر 5 قطاعات (وسطى -غربية-شرقية -شمالية- جنوبية) ويتكون كل مجلس من رئيس و7 أعضاء.
وأضاف أن "التأمين الصحي الوطني سيتم العمل به خلال عام 2026، وهو تأمين لجميع المواطنين ليس له سقف محدد والتغطية كاملة، وهو ممول من الدولة مدى الحياة وليس له تجديد سنوي".
وتطرق "العصيمي" إلى أن 15 ألف مصاب بداء السكري بحائل، منهم 20%-30% مصابون في داء السكري الثاني، ولم يلتزم في الفحص المبكر، لخوفه من النتيجة، مما جعله يشعر بالاكتئاب طيلة فترة قبل الفحص ومعرفة إصابته، مما قد يؤخر علاجه.
وتحدثت حنان السيف، مستشار الثقافة التنظيمية عن الثقافة التنظيمية في القطاع الصحي.
وأكد الدكتور ماهر الدخيل نائب الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي بتجمع حائل الصحي، أن التحول الرقمي سيعتمد على أدوات التقنية الحديثة في تعزيز الجودة الصحية، ومنها قراءة الصيادلة للوصفة الطبيَّة بشكل صحيح، بعد استخدام أفضل التقنيات لخفض نسب الأخطاء الدوائية، للحد من كتابة الوصفة باليد تجنباً لحدوث خلط بين الوصفات، وتمكين الصيدلي من قراءة الوصفة بوضوح.
وقد أدار حوار الضيوف مدير التواصل المؤسسي في تجمع حائل الصحي أحمد العواد.