في أكتوبر 2021، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ثلاثة مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق: الباحة، والجوف، وجازان؛ بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة، وتطوير البيئة الاستثمارية؛ لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص، واليوم (الاثنين) أعلن ولي العهد عن تأسيس المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الحدود الشمالية؛ لتحقيق هدفين أساسيين؛ هما: رفع مستوى التنمية في مدن ومحافظات المنطقة، وتعزيز جودة الحياة لسكانها وزوارها، عن طريق توظيف المقومات الاقتصادية والطبيعية والتاريخية للمنطقة، وموقعها الحدودي الاستراتيجي باعتبارها إحدى البوابات الشمالية للمملكة.
ولا تختلف أهداف ووسائل المكاتب الاستراتيجية بالنسبة لكل منطقة، حتى إذا جرى التعبير عنها بصيغ متنوعة، فالأهداف تتمحور دائمًا حول تنمية المناطق، بما ينعكس إيجابًا وبمعدلات مرتفعة على مستوى جودة الحياة لسكانها، كما أنها ترتكز دائمًا من حيث الوسائل على الاستغلال الأمثل للمقومات المتنوعة لكل منطقة، وجميع المكاتب تُشكل نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلية للمناطق؛ إذ إن المكاتب تُعد انعطافة نوعية بالنسبة لكل منطقة يؤسس لها مكتب استراتيجي، لكنها ليست نهاية المطاف في المسار التنظيمي لتطويرها، حيث سيعقبها تأسيس هيئة تطوير لكل منطقة.
وسيتمحور اهتمام المكتب الاستراتيجي لمنطقة الحدود الشمالية، بحسب ما ورد في بيان الإعلان عنها، حول الارتقاء بالبرامج التنموية والسياحية والخدمية، مما يرفع مستوى جودة الحياة، ويخلق عددًا كبيرًا من الوظائف، كما سيتولى مسؤولية إطلاق المبادرات والمشروعات النوعية، التي تسهم في إيجاد بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال، والتنسيق بين الجهات الحكومية لدعم التنمية في مدن ومحافظات الحدود الشمالية، وتنظيم آليات تطويرها، وقياس أداء الجهات الحكومية فيها، وجميعها مهام ذات طابع تطويري قائم على التنمية.
وسيعتمد المكتب الاستراتيجي من ناحية الوسائل على التوظيف الأمثل لمقومات وإمكانات المنطقة؛ ومنها: الموقع الاستراتيجي الحدودي، ومساحة المنطقة البالغة 133 كيلومترًا مربعًا من مساحة المملكة، وعدد سكانها الذي يقدرون بـ 400 ألف نسمة، والمراعي الطبيعية التي تحتضنها، وأوديتها وسهولها وتلالها، و15 ألف كيلومتر مربع من المحميات الطبيعية، والمواقع الأثرية التي تنتمي لمراحل تاريخية مختلفة، ومخزونها الهائل من الفوسفات، الذي يعادل 7 في المائة من مخزون الفوسفات العالمي، ومخزون الغاز الطبيعي، وهو من أكبر الاحتياطيات العالمية، فالمكتب سينهض في تنمية المنطقة من خلال استثمار ما تزخر به من مقومات عديدة وضخمة، ولا يُتوقع له سوى النجاح مثله مثل غيره من مكاتب المناطق الأخرى.