"مقتحم السيول" لإنقاذ الغرقى: نجحتُ مرتين بفضل الله ولا أستطيع التنصل من نداء الاستغاثة

روي لـ"سبق" تفاصيل إنقاذه معاقاً وامرأة جُرفت أمام أبنائها
"مقتحم السيول" لإنقاذ الغرقى: نجحتُ مرتين بفضل الله ولا أستطيع التنصل من نداء الاستغاثة
تم النشر في

أكد لـ"سبق" والد الشاب الصغير الذي جرفته سيول وادي عشار بأحد ثربان في محافظة المجاردة، أن الإنقاذ التطوعي ليس غريباً على المنقذ "عامر بن موسى الشهري"، الذي سبق له إنقاذ سيدة تصارع الموت أمام أبنائها في سيل آخر قبل عدة أشهر، وكأن الله يسوق له الخير سوقاً، ويقدّره على إنقاذ الناس.

وقال لـ"سبق" أحمد علي الشهري: "ابني عبدالرحمن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فلديه تخلف عقلي منذ الولادة، وعمره الآن 20 عاما، وهو عاطل عن العمل، سقط في السيل وأنقذه الله بالبطل عامر الذي انتشله من السيل، أسأل الله يحفظه ويكتب أجره، وذلك ليس بغريب على "عامر" فهو رجل مقدام، ونسأل الله له الأجر والسداد، وليس بغريب عليه، فقد سبق له إنقاذ سيدة، ونسأل الله أن يحفظه".

وأضاف: "تم إنقاذ ابني في الوقت المناسب من المتواجدين ثم نقلوه للمركز الصحي، ولا نوفي عامر حقه إلا بالدعاء له في ظهر الغيب".

وقال لـ"سبق" المنقذ عامر موسى الشهري: "عقب خروجي من صلاة العصر في الجامع الكبير بمركز أحد ثربان، وبصحبتي اثنان من الزملاء؛ لاحظنا تجمعا كبيرا من الشباب وكبار السن حول مجرى السيل (وادي عشار) بمركز أحد ثربان التابع لمحافظة المجاردة، وهم على رصيف مرتفع عن السيل، إلا أن الرصيف انهار بهم، فسقطوا في السيل، وخرجوا سريعاً عدا الشاب الصغير الذي جرفه السيل بعيداً".

وتابع: "شاهدت المتجمعين يمدون حبالا للإنقاذ فأعطيت أغراضي الشخصية وبطاقاتي لرفيقي الذي ظهر في المقطع، وهو يوجهني بعدم النزول من أحد المواقع، مشيراً عليّ بالنزول من موقع آخر، وهو الأمر الذي تم بالفعل، حيث كنت على المزلقان أتابع الشاب وأنا أركض بمحاذاته، وعيني لا تفارقه، وكان نزولي بحمد الله في الموقع والوقت المناسب، فتم إنقاذه بفضل الله وحده، وسجدت شكراً لله بعد نجاحي في المهمة".

وحول ما يتردد حول إنقاذه لامرأة قبل عدة أشهر جرفها السيل أمام أبنائها، أوضح الشهري: "كان ذلك قبل خمسة أشهر تقريباً، وكان التوقيت بعد صلاة العصر باتجاه "خميس حرب"، حيث شاهدت أنا ورفيقي -وهو ابن خالي- عائلة متوقفة اعتقدنا في البداية أنه عطل في مركبتهم، وباتجاهنا لهم وجدناهم يبكون ويصيحون مرددين: "أمنا شالها السيل"، ووالدهم يحاول السيطرة عليهم، وحجزهم عن السيل خشية سقوطهم أيضاً".

وأضاف: "كان السيل قد جرفها بعيداً بالفعل، فركضت مسرعاً حتى اقتربت منها، فنزلت للسيل، واستطعت إنقاذها وهي في عقدها الخامس تقريباً، وتم إخراجها من الطرف الآخر للوادي، وأوصلتها لمنزل أحد سكان ذلك الموقع، حتى قلّ جريان السيل، واستطاع ابنها الحضور لاصطحاب والدته، وذلك بفضل الله وحده".

وقال "الشهري": "للأمانة لا أستطيع أن أرى أو أسمع مستغيثاً دون أن أنقذه أو أساهم في إنقاذه، ولو كلفني ذلك حياتي، وأحمد الله أن هيأني لهذا".

يذكر أن مجموعة شباب أقاموا حفل تكريم خاص في سوق أحد ثربان مساء أمس الجمعة لـ" البطل الشهري" والشاب المُنقَذْ "عبدالرحمن".

فيما علمت "سبق" أن "مقتحم السيول الشهري" يعول والدته المسنة، والمصابة باعتلالات نفسية وأمراض مزمنة، وذلك سبب في تقاعده المبكر من وزارة الحرس الوطني برتبة "عريف" قبل أربع سنوات من المنطقة الشرقية، حيث رفضت البقاء معه، فقرر هو مرافقتها في قريتها، والتقاعد المبكر من عمله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org