فعاليات نادي الصقور السعودي تجذب الصقّارين من 45 دولة
في إطار جهوده المستمرة للحفاظ على موروث الصقارة الثقافي وتعزيز مكانتها محليًّا وعالميًّا، حرص نادي الصقور السعودي، منذ انطلاقته، على إقامة عددٍ من الفعاليات المتنوعة؛ التي حظيت باهتمام ومشاركة أكثر من 45 دولة حول العالم، لتؤكد دور المملكة في قيادة هذا الموروث الأصيل نحو المستقبل، وريادة العاصمة الرياض كوجهة أولى لكل محبي الصقارة حول العالم، من خلال عددٍ من المهرجانات والمزادات والفعاليات التي وضعت نصب عينيها استدامة هذا الموروث وحفظه، وترسيخ قيمه ومفاهيمه الثقافية والبيئية والاقتصادية لدى الأجيال بمختلف اهتماماتهم، بما يُحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال حرصه على إحياء هذا الموروث العريق والمرتبط بالهوية السعودية والعربية الأصيلة.
وفي ظل هذا التوجه دأبَ نادي الصقور السعودي، خلال الأعوام الماضية، على إطلاق عددٍ من الفعاليات المتخصصة الموجهة للصقارين وسائر فئات المجتمع، من جميع دول العالم؛ للحفاظ على هذا الإرث التاريخي والإنساني العريق، وسعيًا لإيجاد منصة تجمع المهتمين والمتخصصين محليًا ودوليًّا، ومن ذلك إطلاقه الأسبوع الماضي (المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2024)؛ الذي ستعقبه فعاليات متنوعة تشمل معرضًا، ومزادًا لصقور الطرح المحلي، وكؤوسًا ومنافسات مختلفة سيجتمع لها محبو هذه الهواية والمهتمون بها.
ففي مستهل فعاليات النادي للموسم 2024 - 2025؛ شهدت الرياض، الأسبوع الماضي، ختام المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، بعد أن حقق على مدى 20 يومًا مبيعات تجاوزت 10 ملايين ريال، مقابل بيع 866 صقرًا، وسط مشاركة 56 مزرعة إنتاج رائدة من 19 دولة حول العالم؛ مما يعزز مكانته كمنصة عالمية موثوقة ورائدة لبيع وشراء الصقور، ويوفر فرصًا استثمارية جديدة للصقارين والمهتمين بهذا القطاع الواعد.
ويهدف نادي الصقور السعودي، من خلال هذا الحدث، إلى تعزيز موروث الصقارة العريق في المملكة؛ حيث يدعم النادي مزارع إنتاج الصقور؛ سعيًا إلى توفير الصقور بأنواعها المختلفة للهواة والمحترفين، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للصقور والصقارين، إضافة إلى إبراز مدينة الرياض كأهم مدن المنطقة والعالم في هواية الصقارة، واحتلالها مركزًا عالميًا في هذا القطاع الحيوي والمهم؛ تأكيدًا على أهمية التمسُّك بجذور الماضي وإرثه، وصوْن كنوزه ونقلها للأجيال القادمة.
وكان المزاد الذي حقق خلال السنوات الثلاث السابقة مبيعات تجاوزت 18 مليون ريال، قد سجّل أرقامًا قياسية ببيعه عددًا من السُّلالات النادرة، حيث شهد في العام الماضي بيع أغلى صقر في العالم، من نوع جير (ألترا وايت)، بمبلغ مليون و750 ألف ريال، الذي تعود ملكيته الأصلية لمزرعة (باسيفك نورث ويست) الأمريكية أفضل مزرعة عالمية للصقور.
وفي ثاني فعالياته لهذا العام، يستعد النادي، خلال الفترة من 1 أكتوبر حتى 15 نوفمبر، لإطلاق مزاد نادي الصقور السعودي المخصص لصقور الطرح المحلي؛ الذي يعد أكبر مزاد رسمي للصقور التي يتم طرحها على أرض المملكة، حيث يسعى من خلاله إلى تعزيز الموروث الثقافي والحضاري للمملكة ضمن خططها لتحقيق رؤية المملكة 2030، وتأكيد ريادتها في دعم الأنشطة الثقافية والحضارية والاقتصادية المرتبطة بهواية الصيد بالصقور.
ويهدف نادي الصقور السعودي، من خلال هذا المزاد، لتطوير مستوى مزادات الصقور في المملكة لتصبح أهم المحطات لمحبي هواية الصيد بالصقور والمهتمين بتربيتها على مستوى العالم، إضافة إلى تنظيم آلية بيع الصقور وشرائها في المملكة، إلى جانب المساهمة في الحفاظ على سلالات الصقور المهددة بالانقراض من خلال منع بيعها والتوعية بعدم طرحها، خصوصًا (الصقر الحر).
وفي الفترة من 3 حتى 12 أكتوبر المقبل، سيكون الصقارون والمهتمون بهذه الهواية، على موعد مع إقامة معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، الذي يعد الأكبر من نوعه في المملكة والعالم، حيث يهدف لجمع كل ما يتعلق بموروث الصقارة والصيد وأنشطة الرحلات البرية، في فعالية ثقافية وترفيهية شاملة ومتنوعة.
وحظي المعرض، في العام الماضي، بإقبال كبير من المتخصصين والرعاة والمفكرين والمثقفين والمهتمين بالأنشطة الفنية والثقافية والتراثية، حيث نجح في استقطاب أكثر من 300 عارض من 30 دولة مختلفة حول العالم، فيما تجاوز عدد الحضور أكثر من 500 ألف زائر خلال 15 يومًا.
وفي سياق متصل، يظل محبو الصقور والصقارة، وخلال أكتوبر المقبل، مع عدد من الفعاليات المختلفة التي ينظمها النادي في موسمه الحالي، حيث ينطلق في الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر، سباق (الملواح)؛ الذي تجري فعالياته على ميدان واسع، من خلال قيام الصقارين بإطلاق صقورهم من أيديهم حتى وصولها إلى من يقوم بعملية الملواح، في أقصر وقت، وخلال مسافة تقدر ب200 متر.
ويهدف نادي الصقور السعودي، من خلال إقامة هذه الفعالية، إلى تدريب الشباب على سباقات الملواح وتشجيع مزيد من الأفراد على تطوير مهاراتهم في هذه الهواية، إضافة إلى تعزيز دور نادي الصقور في الحفاظ على موروث هواية الصيد بالصقور والإسهام في التعريف بسباق الملواح لجميع شرائح المجتمع، وتعزيز الفعاليات الخاصة بالصقور وتنظيم المشاركة الوطنية فيها.
وفي 13 نوفمبر، يطلق النادي كأس نادي الصقور 2024؛ التي تقام للمرة الأولى في محافظة حفر الباطن، وتستمر حتى 20 نوفمبر المقبل، فيما يقام في الفترة من 28 نوفمبر حتى 14 ديسمبر المقبل، مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور؛ الذي يعد أكبر تجمع للصقور عالميًا، ويشهد مشاركة نخبة من مُلَّاك الصقور في المملكة ومجلس التعاون لدول الخليج العربي وصقارين من مختلف أنحاء العالم.
وسيكون مسك ختام موسم هذا العام من فعاليات الصقور مع الكأس الأغلى (كأس العلا للصقور)؛ التي تُقام في عامها الثاني من 9 إلى 15 فبراير 2025، والتي تعد الأعلى قيمةً للصقارين على مستوى العالم؛ حيث بلغت إجمالي جوائزها في العام الماضي 60 مليون ريال، من خلال أربعة مسارات؛ ثلاثة منها لسباق الملواح والمسار الرابع لمزاين الصقور.