أكد المهندس بدر الدلامي الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة العامة للطرق، أن المملكة العربية السعودية تتصدر اليوم المركز الأول عالمياً في ترابط شبكة الطرق، مما يعكس التطور الهائل في البنية التحتية بفضل الله ثم بفضل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة.
جاءت تصريحات الدلامي خلال افتتاح "مؤتمر الطرق للسلامة والاستدامة" الذي يُنظَّم بالتعاون بين الهيئة العامة للطرق والاتحاد الدولي للطرق؛ بهدف تحقيق مجموعة من المستهدفات تشمل تعزيز السلامة، رفع معايير الاستدامة البيئية، وتحسين جودة شبكة الطرق، ويشارك في المؤتمر أكثر من ألف مختص وخبير من 50 دولة، يقدمون 100 محاضرة و30 ورشة عمل، ما يعكس الأهمية الكبيرة للمؤتمر ودور المملكة الرائد في مجالات السلامة والاستدامة عالمياً.
وأوضح الدلامي أن المملكة حققت قفزات نوعية في جودة الطرق، حيث احتلت المركز الرابع بين دول مجموعة العشرين، مؤكدًا أن وزارة النقل والهيئة العامة للطرق تعملان بخطى متسارعة لتحقيق أهدافهما الطموحة، سواء المرتبطة برؤية 2030 أو تلك الخاصة بقطاع النقل والخدمات اللوجستية، والتي تشمل استراتيجية تطوير شبكة الطرق.
وأضاف أن وزارة النقل تدير أكثر من 75 ألف كيلومتر من الطرق، فيما تشرف وزارة الشؤون البلدية والقروية على أكثر من 115 ألف كيلومتر، ليصل الإجمالي إلى حوالي 200 ألف كيلومتر، جميعها تتميز بأعلى معايير التنفيذ والجودة والسلامة.
كما أشار المهندس بدر الدلامي، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة العامة للطرق، إلى أن المملكة العربية السعودية نجحت في خفض نسبة الوفيات على الطرق بأكثر من 50%، مما يعزز طموحها لتحقيق هدف تقليل الوفيات إلى أقل من خمس حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030، بإذن الله.
وأكد الدلامي أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم غير المحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين وضعا خططًا طموحة وتوجيهات لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصةً في مجال خفض معدل الوفيات المرورية ورفع معايير السلامة.
وحول التعاون بين الهيئة العامة للطرق والمنظمة الدولية للطرق، صرح رئيس الهيئة المكلف بأن هذا التعاون يمتد لسنوات عدة، مشيراً إلى أن المملكة تستضيف مثل هذه المؤتمرات انطلاقاً من دورها المهم في تطوير قطاع الطرق على المستوى الدولي.
وأضاف أن المملكة تدرك تماماً الأهمية الكبيرة لتطوير قطاع الطرق في تحسين البنية التحتية وتعزيز الاستدامة والسلامة، مما جعل من التعاون مع منظمات دولية مثل منظمة الطرق الدولية ضرورة لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأشار إلى أن المملكة قد جنت الكثير من الفوائد من هذا التعاون المستمر، معرباً عن أمله بأن يثمر هذا المؤتمر عن توصيات عملية تسهم في تحسين قطاع الطرق، سواء على المستوى المحلي، الإقليمي، أو العالمي. واختتم قائلاً: "نتطلع إلى أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة لجودة أعلى، وسلامة أكبر، واستدامة شاملة، بفضل الله ثم بفضل التعاون والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة".
وخلال جولتها في المعرض استعرضت "سبق" مركبة فحص الطرق حيث تستخدم وزارة النقل خمس معدات متطورة في مسح وتقييم الطرق، الأولى تختص بمسح الأضرار في الأسطح الإسفلتية، والثانية تقوم بقياس معامل الوعورة العالمي، وهي سيارة مركب عليها جهاز لقياس استواء سطح الاسفلت فقط وقياس مدى الراحة لقائدي المركبات للمشاريع التي تم عمل صيانة لها بناء على تقييم معدة فحص الطرق او مشاريع التنفيذ، فيما المعدة الثالثة تقيس الانحراف في طبقات الرصف، بينما الرابعة فتقيس سماكات الرصف، أما الأخيرة فتعمل على قياس مقاومة الانزلاق.
وتهدف الوزارة من خلال عملية المسح والتقييم، التي تعد المملكة فيه رائدة على مستوى المنطقة، إلى تحديث خارطة الأساس وتشخيص البنية التحتية للطرق، وتحديد الأضرار بها، والسبل الهندسية المثلى لمعالجتها، وأولويات الصيانة، وتكلفتها، وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة للتعرف على مشاكل الطرق وتقييم تأثيرها على كل طريق ومستخدميه، إضافة إلى التعرف على مستقبل حالة الطرق.
يُذكر أن "مؤتمر ومعرض سلامة واستدامة الطرق" يعد فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمتخصصين في مجال الطرق من مختلف أنحاء العالم، من خلال سلسلة من الجلسات وورش العمل التفاعلية، التي ستستعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال السلامة على الطرق ومستقبلها، كما يركز المؤتمر على أفضل الممارسات الدولية والتقدم التكنولوجي المتطور، والدور التحويلي للذكاء الاصطناعي وأنظمة النقل الذكية في تشكيل استراتيجيات النقل المستقبلية.