على ارتفاع يبلغ 728 مترًا يقع جبل ثور، الذي يبعد أربعة كيلومترات جنوبي المسجد الحرام، ويقع في أعلاه غار ثور الذي مكث فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في رحلة الهجرة إلى المدينة المنورة ثلاث ليالٍ تخفيًا من ملاحقة قريش لهما. وقد ورد ذكر هذا الغار والتجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- إليه.
"سبق" حضرت مساء اليوم في قمة جبل ثور، ورصدت خلال جولتها التي بدأت من أسفل الجبل اللوحات التعريفية بالجبل، وبعض النصائح والتوجيهات للراغبين في الصعود إلى قمته بلغات عدة. وقد شوَّهت تلك العمالة مَعْلمًا أثريًّا وتاريخًا شهد وجود نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، والخليفة أبي بكر الصديق؛ إذ أدخلت العمالة بعض التعديلات على الغار، وقاموا بتبليطه ببلاط السيراميك، والعبث بجوانبه، وإحداث تعديلات في أرضيته، بالرغم من أنه يفترض أن يكون مَعْلمًا تاريخيًّا وأثريًّا.
وامتدت البُسُط العشوائية بداية من اللوحات التعريفية وتحت "البركس" المعد للتعريف بالجبل، وتنوعت فيها المعروضات بين مسابح وأعشاب مجهولة المصدر، وفواكه لا يُعرف مصدرها، وهي متنوعة، وتعج بالذباب، ومكشوفة، ومُعرِّضة حياة زائري الموقع للخطر.
وانتشرت البُسُط بأنواعها على امتداد الجبل حتى القمة، ويتجاوز عددها خمسة بُسُط، وعُرضت بها المشروبات الباردة والحارة والفواكه، واستُخدمت فيها الحمير وأكتاف الرجال لتوصيلها إلى تلك البُسُط، وقد وُضعت صناديق لجمع التبرعات المالية لاستعطاف المارة بأن هذه المبالغ تخدم الطريق إلى الجبل.
ويُعدُّ بِساط قمة الجبل أهم موقع فيه "المركزية"، ويملكه صاحب السلطة الأكبر، وقد استخدم لوائح الطاقة الشمسية لتشغيل الإنارة ليلاً في الموقع. وقد غابت تلك البُسُط عن جبل النور، وحضرت في جبل ثور.
وساهم "الشاب حسين علي"، أحد أعضاء فريق عشاق الشوامخ، في إنقاذ مسنة تركية أثناء صعودها للجبل بعدما تعرضت للإعياء بسبب انخفاض السكر؛ إذ قدَّم لها بعضًا من الحلويات، كانت معه، ووقف بجانبها حتى استعادت وعيها، وتأكد من سلامتها، وغادر موقعه وهي تلهج له بالدعاء.