تأتي زيارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن للمملكة ولقائه مع مقام خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد، لتؤكد على متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، وأهمية التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص الإدارة الأميركية على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، وتأكيداً على دور المملكة الريادي في نشر الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولعل من أهم الملفات التي سيناقشها الجانبان ملف الحرب اليمنية، والتي بدأ شرارتها الأولى جماعة الحوثيين في ٢٠١٥م،
حيث تؤيد الولايات المتحدة الأميركية جهود المملكة في إيجاد حل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار اليمن.
وتتفق الرياض وواشنطن على إدانة هجمات جماعة الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة، والتي سببت الخراب لليمن الشقيق ولا زال الشعب اليمني يعاني جراءها.
وترحب المملكة وأمريكا بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني والذي سيقود اليمن إلى تجاوز أزمته الحالية، ويدعم الطرفان الحل التفاوضي بين الحكومة اليمنية والحوثي.
ولعل جهود المملكة كانت واضحة للغاية في مواصلة الهدنة في الحرب اليمنية، وقد رحب الرئيس الأمريكي بايدن الشهر الماضي بالإعلان عن مواصلة الهدنة في حرب اليمن، وأكد أن الشهرين الماضيين من أكثر الفترات هدوءًا.
وتابع قائلاً: "ما كانت لتتحقق هذه الهدنة لولا الدبلوماسية التعاونية من مختلف أنحاء المنطقة، لقد أظهرت المملكة العربية السعودية قيادة شجاعة من خلال اتخاذ مبادرات في وقت مبكر لتأييد شروط الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة وتنفيذها".
ومن المنتظر أن يناقش خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي أهمية الالتزام باستمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، وهو ما حرصت عليه المملكك منذ بداية الأزمة واستمرت في مراعاة تلك الاحتياجات وقادة العديد من المبادرات الإنسانية لذلك.