في خطبة الحرم.. "خياط": قتْل المصلين أبشع صور الإثم والعدوان

"القاسم" في المسجد النبوي: سفْك دم المسلم موجب لغضب الله ولعنته
في خطبة الحرم.. "خياط": قتْل المصلين أبشع صور الإثم والعدوان
تم النشر في
سبق- مكة المكرمة- المدينة المنورة: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل؛ فهي خيرُ زاد السالكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى رب العالمين، فطوبى لمن اتقى الله مولاه، وأخذ من دنياه لأخراه.
 
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: إنَّ الحذَرَ من خُسران العمل، والنّفرةَ من ضلال السعيِ، نهجُ أُولِي الألباب، وسبيلُ عباد الرحمن، وطريقُ الرّاسخين في العِلم، يبتَغون به الوسيلة إلى ربهم، ويرجون به الحظوة عنده، ونزولَ دار كرامته إلى جوارِ أوليائه والصفوةِ مِن خلقه؛ لأنهم يستيقِنون أن سعادةَ المرء هي في توفيقِ الله له إلى إصابةِ الحقِّ، ولزوم الجادّةِ، والاهتداء إلى الصراطِ المستقيم، والسلامةِ من العثار، والنجاةِ من الزّلَل، بعبادةِ الله على بصيرةٍ، والازدلاف إليه بما شرَعَه سبحانه، مما أنزله في كتابِه أو جاءَ به رسوله صلى الله عليه وسلم.
 
ففي هذا صيانَةٌ للعبد، ووقايةٌ له من أن يُضَمَّ إلى زمرةِ الأخسرين أعمالاً، الذين نبَّأَنا سبحانَه بأحوالهم، وأوضَحَ حقيقتَهم بقولِه عزّ اسمه: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، وهم -كما رجَّح العلاّمة الإمام ابن جرير رحمه الله- "كلُّ عامِلٍ عملاً يحسَبه فيه مصيباً، وأنّه لله بفعلِه ذلك مطيعٌ مُرضٍ له، وهو بفعلِه لله مُسخِط، وعن طريق الإيمان به جائِرٌ من أهلِ أيِّ دينٍ كان"؛ فهو تعبيرٌ ربّانيّ عن حال أولئِك الفاشلين في حياتهم الدنيا، ومع ذلك فهم يخدَعون أنفسَهم باعتقادٍ لا يُسنده واقعُهم ولا يشهَد له حالُهم ولا تصدِّقه أعمالهم.
 
وأوضح فضيلته أن في ضلالَ السعيِ ضروبٌ وألوانٌ لا يكاد يحدُّها حدّ، أو يستوعِبها بيان؛ غير أنَّ من أقبحها وأشدِّها نُكرًا وأعظَمها ضررًا، شقَّ عصا الطاعة ومفارقةَ الجماعة، والتردِّي في حمأة التمرُّد والعِصيان، واستباحةِ الدِّماء المعصومةِ، وقتلِ النفس التي حرَّم الله قتلَها إلا بالحق، بالتأويلات الباطِلةِ، والآراءِ الفاسدة المدخولة، والفتاوَى المغرِضة التي لا تستنِد إلى دليلٍ صحيح ولا ترجِع إلى فقهٍ ولا نظرٍ سليم قويم.
 
ومن ذلك ما حدَث في مدينةِ أبها ظهيرة الأمس مما جاء خبرُه، واتّصل بكم نبَؤه، فأحدَث شرًّا ونكراً وفساداً عريضاً، لا يمكن لمؤمن صادقٍ يحذَر الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربّه أن يقبلَ به أو يدعوَ إليه أو يحضَّ عليه، كلاّ والله لا يمكن ذلك أبدًا؛ إذ متى كان القتلُ والترويع أمرًا مشروعًا في هذا الدين؛ وفي كتابه المنزَّل من حكيم حميد: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّه مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جَمِيعًا}، ومتى كان البَغيُ والعدوان على المسلمين طريقًا إلى رضوانِ الله وسبيلاً إلى جنّاته؟ ومن المنتفِع بهذه الأعمالِ على الحقيقة يا عباد الله؟ وكيف يرضَى أحد لنفسِه أن ينقلبَ إلى أداةٍ بِيَد أعداءِ دينِه وخصوم وطنِه وأمّته، يبلغون بها ما يريدون من الشرِّ والخَبال وهم قارّون مَوفُورون لم يمسَسهم سوء؟ وكيف لا تقَرّ أعينُ هؤلاء الموتورِين وهم يرَوْنَ مَن يقاتل عنهم ويضرِب بسلاحِهم ويتحيَّز إلى فئتهم.. ثم ألمْ يحذِّرنا ربّنا من طاعة الشيطان واتّباع خطواتِه؛ فقال عز من قائل: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وما عسى أن يكونَ هذا العمل وأمثالُه مما سبقَه؛ ما عساه يكون إن لم يكن موالاةً للشيطان وطاعةً له واتّباعًا لخطواته؟
 
وتساءل فضيلته في خطبته: ألم يتفكر هؤلاء في سوء منقلب مَن أصاب دماً حرامًا، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا)، ثم ألم يطرُق سمعَ مَن فعل هذه الفعلةَ النكراء ما جاءَ من الوعيد الصارِخ على لسان نبيِّ الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه لكلِّ مَن قتل نَفسًا أو قتل رجلاً غدرًا؛ وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام في مسنده وابن ماجه في سننه -واللّفظ لهما- وابن حبان في صحيحه بإسنادٍ صحيح عن عمرو بن الحمِق، أنه سمعَ رسول الله, يقول: (من أمَّن رجلاً على دمِه فقتله فإنّه يحمل لواءَ غدرٍ يومَ القيامة)، ولفظ ابن حبان: (أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتَلَه فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتولُ كافرًا)، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعودٍ أنّه قال: قال رسولُ الله: (يُنصَب لكلِّ غادرٍ لواء يومَ القيامة، يقال: هذه غَدرَةُ فلان بن فلان). وفي هذا من الفضيحةِ لصاحبِ الغَدر والتَّشهير به على رؤوسِ الأشهادِ يومَ القيامة ما لاَ مَزيدَ عليه مع ما أُعِدّ له من شديدِ العقابِ.
 
وبيّن فضيلته أن هؤلاء البغاة الضالون ما زالوا سادرين في غيهم، يُخبون ويوضعون في الإثم والعدوان، الذي يتجلى في أبشع صوره وأشدها نكراً: في قتل أهل الإسلام المصلين الراكعين الساجدين لرب العالمين، مزدلفين إليه بأداء فريضة من فرائضه، التي أخبر سبحانه عن رفعة مكانتها، وعِظَم منزلتها بقوله في الحديث القدسي: (وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه..) الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، التي أخبر رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه عن شرفها وخيريتها بقوله: (استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على وضوء إلا مؤمن) أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجه في سننه، وابن ماجه والدارمي في سننهما وهو حديث صحيح بمجموع الطرق.
 
وقال فضيلته: شتان يا عباد الله، شتان بين مَن يُقدِم على ربه مصلياً راكعاً ساجداً، وبين من يُقدِم عليه محادًّا لله ولرسوله، يقتل نفسه ويقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق، إن بين الخاتمتين لموعظةً وذكرى للذاكرين، وإن بينهما لمدكراً لقوم يعقلون، وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنَّهم المذكورون في قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}، هم الأخسرون أعمالاً؛ إذ يحسبون أن قتل المناجين ربهم في الصلوات، يُرضِي رب الأرض والسموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر والذنوب الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما زيَّنه لهم شياطين الإنس والجن، والله المسؤول أن يعصمنا منهم بِحولِه وقوته.
 
وكشف إمام وخطيب المسجد الحرام أنَّ لنيران الحقدِ ضِرامًا تطيش معها العقول وتصمّ الآذان وتعمَى الأبصار؛ فلا ينتفِع صاحبه بعقلِه ولا بسمعِه ولا ببصره، لا ينتفع بعقلِه حين لا يضَع الأمورَ في نِصابها ولا يتفكَّر في مآلها ولا ينظر في عواقِبِها، ولا ينتفع بسمعه حين يصمّ أذنَيه عن سماع النصح ويولِّي مستكبرًا مُعرِضًا عن قَبول التّذكير الذي ينفَع المؤمنين، ولا ينتفِع ببصرِه حينَ يُغلِق عينَيه عن النّظر إلى البيّنات والهدى الذي يبصِر به طريقَ الحقّ، هنالك تكون العاقبة شرًّا ووبالاً عليه وخسرانًا يبوء به وضلالَ سعيٍ لا يغادِره ونهايةً تعِسةً مظلِمة خائبة تنتظِره. وهذا هو حال هؤلاء المجرمون الضالون.
 
وأكد فضيلته أن هذه الأحداث الأليمةَ التي تقضّ لها مضاجعُ أولي النّهي، وتهتزّ لها أفئدة أولي الألباب، وإنَّ هذا العدوانَ الذي تعرَّضت له هذه البلاد هو أمرٌ مرفوضٌ ينكِره كلُّ العقلاء أشدَّ الإنكار؛ لأنّه محرَّم بنصوص الكتاب والسنة؛ ولأنّه تعَدٍّ لحدود الله وانتهاكٌ لحرماته وعدوانٌ على عباده، ولأنّه فسادٌ نهى الله عنه، وأخبر أنّه لا يحبّه وأنّه لا يُصلح عملَ المفسدين، وتوعَّدهم عليه بالعذاب الأليم؛ ولذا فإنّ مَن ولاّه الله أمرَ هذه البلاد قد قام بحمدِ الله -وسوفَ يقوم- بما وَجَب عليه من إطفاء نار الفتنةِ، وحماية الحوزةِ، والحفاظ على الوَحدة، وصيانةِ كيان الأمّة؛ بالنزول على حكمِ الله وتحكيم شريعتِه؛ لقطع دابر الفساد والمفسدين، وإعادة الحقِّ إلى نصابه؛ حتّى تبقى هذه البلاد كما كانت دائمًا، وكما أراد الله لها؛ مَوئلًا للهداية ومبعَثًا للنّور ومثابةً للنّاس، وحِصنًا حصينًا تتكسَّر عليه أمواجُ الفتَن، وترتدُّ عن حياضه سهامُ المكرِ والكيد خائبةً لم تبلغ ممَّا أرادت شيئًا، ولم تنَل ممّا صبَت إليه نفوسُ أصحابِها قليلًا ولا كثيرًا؛ لأنَّ هذا تقديرُ العزيز العليم، وفضلُ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
 
وقال الدكتور "الخياط": إنَّ تضَافُر الجهود وتكاثُف المساعي ووقوفَ الأمة كلها صفًّا واحدًا في وجه هذا البغيِ والإجرام الذي لا يرقُب مقتَرِفُه في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة وإنَّ تحصينَ الشباب من صولةِ هذا الباطل وحراسَتَهم من هذا الانحراف وذَودَ هذا الخطر عن ساحتِهم وتطهيرَ كلِّ القنواتِ والرّوافد التي تغذِّي هذا الفكرَ الضالّ وتمدّه بأسباب البقاء والنّماء، وإنّ قطعَ الشرايين التي تضمَن له الحياةَ؛ إنَّ كلَّ ذلك حقٌّ واجب على كلِّ أهل الإسلام، ومن أظهر ذلك لزومُ الإنكارِ لهذا المنكر العظيمِ برفع الصوتِ عاليًا دون تَلجلُج أو توقّفٍ أو تردّد؛ فهو -والله- جديرٌ بالإنكار، حقيق على أن يُكشَف عَوارُه وتهتَكَ أستاره ويبيَّن للناس خطرُه وضررُه على المسلمين قاطبةً في كلِّ الديار وفي جميع الأمصار.
 
وفي المدينة المنورة تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم عن محبة العبد المسلم عند الله، ومكانته في قلوب الخلق؛ موصياً المسلمين بتقوى الله والتقرب إليه بالطاعات واجتناب المحرمات.
 
وبيّن فضيلته في خطبة الجمعة, أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين؛ فاستحق الإبعاد من رحمة الله؛ مضيفاً أن سنة الله في خلقه: طاعته، واتباع رسله، والفوز بالسعادة في الدارين.. ومَن عصاه واستكبر عن عبادته ولم يتبع رسله كان من الأشقياء الهالكين، قال تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.
 
وأوضح أن الله جل وعلا أعلى مكانة المؤمنين الموحدين، وأمر الملائكة بالدعاء لهم ولذرياتهم وزوجاتهم، وأن الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين بالتأييد والتثبيت لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم}.
 
وأضاف فضيلة الشيخ "القاسم" أن الأنبياء يدعون للمؤمنين بالمغفرة؛ فقال نوح عليه السلام: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارًا}؛ مبينًا أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان يستغفر للمؤمنين الموحدين في جميع أموره.
 
وقال فضيلته: إن الله أحب العبد المؤمن وقرّبه إليه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}، وأيده ونصره {وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين}، والله سبحانه هو الذي ينتصر لعباده المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري.
 
وبيّن أن الله جعل لهم المودة والمحبة في قلوب العباد؛ في حين أن الله يتولى حفظ ذرية المؤمن ونسله ولو بعد قرون، ببركة عمله الصالح: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما وكان أبوهما صالحًا}؛ لافتًا الانتباه إلى أن القرب من المؤمن خير وزيارته من أجل العبادات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا زار المسلم أخاه في الله أو عاده، قال الله عز وجل: طبتَ وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلًا".
 
وبيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن جميع التقلبات والأحول التي يمر بها العبد المؤمن من الأحزان والأفراح في الدنيا؛ فإنها له خير، ويضاعفها الله من الأجور، ومصائبه مكفّرة لسيئاته، قال عليه السلام: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله بها عنه؛ حتى الشوكة يشاكها)؛ مشيرًا إلى أن الله كرّم العبد المسلم عند وفاته بغسله وتكفينه، ولا يغسّل أحد من ذرية آدم إلا المسلم.
 
وأوضح أن الله تبارك وتعالى جعل أعمال المؤمن الصالحة بعد وفاته تجري أجورها له في قبره؛ فإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.. وجماع الشر في احتقار المسلم وازدرائه، ولحرمته عند الله أمَر أن تكون نفس المؤمن مطمئنة في الحياة؛ فلا تُراعَ ولا تؤذى؛ بل كل أمر يُخشى أن يناله أذى منه نهى الله عنه.
 
ومضى فضيلته بالقول: إن أذية المسلم باللسان محرمة, قال عليه السلام: (قتال المسلم كفر وسبابه فسوق)، ولعنه كقتله ومن قذفه بغير بينة فيُجلد؛ حيث توعد الله من آذاه بالنكال والعذاب.
 
وأشار إلى أن شأن دماء المسلمين عند الله عظيم؛ فهي أول ما يفصل الله بها من الخصومات؛ لعظيم أمرها وكبير خطرها؛ فدم المسلم أعز الدماء عند الله قال صلى الله عليه وسلم: (لَزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)، وقال "الطيبي" رحمه الله: "من حاول قتل من خلقت الدنيا لأجله؛ فقد حاول زوال الدنيا، ومن تعدى على نفس مسلمة فكأنما تعدى على الخلق كلهم".
 
وحذّر فضيلة الشيخ "القاسم"، في ختام خطبته، من سفك دم المسلم، وأن سفكها موجب لغضب الله ولعنته، قال تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org