الغامدي: التحلية لا تُغني عن حماية الموارد الطبيعية و"الماء" مسؤولية وطنية جماعية

قال لـ"سبق": يجب أن يكون دافعًا لتعزيز الوعي بقيمة المياه الجوفية وضرورة حمايتها
خبير المياه بجامعة الملك فيصل محمد الغامدي
خبير المياه بجامعة الملك فيصل محمد الغامدي
تم النشر في

في حديث مؤثر يعكس عقودًا من الخبرة، دعا خبير المياه بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد الغامدي إلى جعل الاهتمام بالماء قضية وطنية كبرى تتصدر أولويات الفرد والمجتمع، مشددًا على ضرورة تجاوز الشعارات إلى خطوات عملية وفاعلة على جميع المستويات، خاصة الاجتماعية منها.

وأشار الدكتور الغامدي في حديثه لـ"سبق" إلى أن توفر المياه بطرق اصطناعية لا يعني زوال مشكلة ندرة المياه الطبيعية، بل يجب أن يكون دافعًا لتعزيز الوعي بقيمة المياه الجوفية وضرورة حمايتها.

وأوضح أن المملكة تبذل جهودًا استثنائية في مجال تحلية مياه البحر، ما جعلها تتصدر دول العالم في هذا القطاع، إلا أن هذه البدائل لا ينبغي أن تكون على حساب إهمال مصادر المياه الطبيعية.

دعوة لتوازن استراتيجي

وحذر الغامدي من الاعتماد المفرط على المصادر الاصطناعية، مؤكدًا أنها معرضة للأخطاء البشرية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للحياة.

ودعا إلى تحقيق توازن استراتيجي بين الاعتماد على المياه المحلاة والحفاظ على استدامة المياه الجوفية، من خلال رؤية واضحة وخطط مدروسة تراعي مصالح الأجيال القادمة.

الزراعة والضغط على المياه

وعدّ الزراعة المستهلك الأكبر للمياه الجوفية، واصفًا بعض أنماطها بـ"العشوائية وغير المستدامة"، مطالبًا بإيقاف الاستنزاف الجائر عبر معايير ملزمة واستراتيجيات مدروسة.

وأضاف أن المملكة مرت بتجربة مؤلمة أثّرت بشكل مباشر على مخزونها من المياه الجوفية.

توثيق علمي للتحذير

وتحدّث الغامدي عن دراسته العلمية حول أثر التوسع في زراعة القمح والشعير والأعلاف خلال خطط التنمية الخمس الأولى (1970–1995) على المياه الجوفية في المملكة، والتي كشفت عن حجم الخسائر الناتجة عن مثل هذه السياسات الزراعية.

كما أشار إلى ما وصفه بـ"الكارثة المغيّبة" المتمثلة في نضوب مياه عيون واحة الأحساء، وكيف تسبب الاستنزاف الجائر في اختفاء العيون الفوارة التي كانت تُعد من أعظم الواحات المائية في العالم.

دعوة إلى المسؤولية الجماعية

وختم الدكتور الغامدي حديثه بالتأكيد على أهمية رفع الوعي المجتمعي، وحمل "هم الماء" كرسالة تتناقلها الأجيال، داعيًا إلى تجنب تكرار أخطاء الماضي، وتعزيز الشعور الوطني بأهمية المحافظة على المياه الجوفية.

وبيّن أنه كرّس أكثر من ثلاثين عامًا من حياته لهذا الهدف، وأصدر 12 مؤلفًا في هذا المجال، ولا يزال مستمرًا في حمل هذه الرسالة الوطنية الحيوية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org