اختار وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر إبراهيم الخريف، أن يرد بنفسه وبحسابه الشخصي الموثّق على موقع "تويتر"، ويشارك المواطنين أطروحاتهم، معبراً تارةً بالشكر وتارةً أخرى بالتوضيح والتشجيع بعيداً عن بروتوكولات التعاملات الإعلامية، متنازلاً كثيراً يحاول الاقتراب منهم؛ إيماناً منه بأن نجاح وزارته مقرون بالمستثمرين خاصةً والمواطنين بشكل عام، ومقتنعاً بأن الانتقاد الموضوعي ينهض بالمنظمة لا يعرقل تقدمها.
فقدّم "الخريف" شخصية الوزير بعيداً عن الهالة والقداسة حاضراً ببساطته وشفافيته، فلم يحتجب وراء باب مكتبة ليجلس على كرسيه الوثير يعطي التعليمات ويوجه موظفيه أو يعيّن متحدثاً لمنظومته يتكفل بالرد على المغردين، ولم يدشن حساباً خاملاً باسم وزارته على "تويتر" لا يغرد سوى بالإنجازات فقط، في الوقت الذي تتجه فيه الدولة للشفافية والوضوح ومصارحة المواطن وإشراكه بالقرارات التي تمس حياته.
فبدأ الوزير "الخريف" متفاعلاً مع الاستفسارات واضعاً المواطن في الصورة مع ما تقدمه وزارته؛ إحدى الوزارات التي حملت على عاتقها الارتقاء بقطاعي الصناعة والثروة المعدنية، وقدّم صورة جيدة عن وزارته ودرساً في فن العلاقات والإعلام بعد رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ الذي يتفاعل مع المغردين ويتبنى المواهب الموجودة في "تويتر"، وقد قدّم بنفسه "برومو" دعائياً عن موسم الرياض، وختمه بكلمته الشهيرة "حتوحشونا".
وبجولة سريعة لحساب وزير الصناعة والثروة المعدنية لاحظت "سبق" تجاوب الوزير مع الملاحظات، فقد ردّ على مواطن اشتكى قائلاً: "معاليكم، سعيد جدّاً بتفاعلكم، وردودكم المباركة، نواجه دورة طويلة في تجديد رخصة مصنعنا (البلدية، وزارة الصناعة، حماية البيئة، الدفاع المدني... إلخ) ولكل متطلباته، وهي حقيقة طويلة ومكلفة، ألا ترى توجهاً بتجميعها في مظلة واحدة؛ لتسهيل إجراءاتها، وفقكم الله معاليكم وزملاءكم"، ليرد الوزير: "اتفق معك، ونعمل على ذلك".
وذكر مغرد آخر: "سمعت أن بعضهم يعمل تحايلاً، يفتح ملفاً فرعياً باسم مصنع، ويستأجر ورشة مهجورة، وينقل جميع العمال على الملف، وبكذا أفلت من المقابل المالي".. فقال "الخريف": "غير صحيح، النظام تم تطبيقه على المصانع المرخصة، والتي تنتج وبعدد عمالتها، وتم تقنين الجديد ونقل الكفالة".
وردّ على مواطن أبدى ملاحظته: "نعم، نقل الكفالة مقنن، ونعمل جاهدين للحد من استغلال النظام، ولن نتهاون مع المتلاعب إن وُجِد والكمال لله".
وكتب أحد المواطنين: "معالي الوزير ألا توجد خطة للوزارة للتحول التدريجي إلى الطاقة البديلة وتمويل المصانع، ومساعدتهم للتحول التدريجي أو دراسة مساهمة البنوك وجهات تمويلية لدعم التحول إلى الطاقة البديلة، خاصة وأن تكاليف الإنتاج أصبحت أقل من تكاليف إنتاج شركة الكهرباء أو المولدات التقليدية".
فعلّق "الخريف": "يوجد محفزات للتحول وتسهيلات من الصندوق الصناعي"، وغيرها من التدوينات التي رد فيها على النشطاء بين منتقد وبين مقدماً مقترحاً فتعامل معها بكل أريحية وأبدى تجاوبه.