قال المختص التربوي صالح الغامدي إن التقنية دخلت في جميع مجالات الحياة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد والمجتمع ولا نشك في دورها الإيجابي في تحسين وتطوير الحياة في جميع المجالات، ومع ذلك نرى أن هذه الأجهزة واستخداماتها وما تحتويه من منصات للتواصل الاجتماعي وألعاب إلكترونية وترفيهية قد أحدثت تأثيرًا سلبيًا على الطلاب والشباب بشكل كبير وبخاصة في انخفاض مستوى التحصيل الدراسي.
وبيّن "الغامدي" أنه من أهم السلبيات التي بدأت في الظهور العزلة والانطواء وقلة التركيز وزيادة التشتت ما أحدث نقصًا لدى الطلاب في مهارات التلقي والحفظ وضعف التواصل المباشر مع زملائهم ومعلميهم ومما يلاحظ كذلك ارتفاع الغياب عن المدرسة بين الطلاب الذين يستخدمون هذه الأجهزة والألعاب بشكل مبالغ فيه وكذلك نلاحظ ضعف التحصيل الدراسي لهذه الفئة وكذلك زيادة ملحوظة في المشكلات السلوكية غير المرغوبة وبروز العنف المفرط لدى هذه الفئة وفرط الحركة.
وأضاف "الغامدي" أنه يلاحظ في الميدان التعليمي زيادة في عدد الطلاب المبتعدين عن مقاعد الدراسة النظامية والتحول لنظام الانتساب وهم في سن صغيرة ومن زيادة في حالات التشنجات العصبية وسرعة الغضب وعدم المقدرة على التحكم في التصرفات وبخاصة غير المرغوبة ونرى أن على الجهات التعليمية والمراكز البحثية إجراء دراسات وبحوث معمقة في هذا الجانب المهم ونرى كثيرًا من الدول المتقدمة في مجال التعليم بدأت في إعادة تقنين استخدام هذه الأجهزة لما لاحظته من مشكلات وضعف كبير في التحصيل الدراسي.
وأشار "الغامدي" إلى أنه من الحلول قصيرة المدى الواجب العمل بها بث الوعي بين الطلاب والأسر بخطورة الإفراط في استخدام هذه الأجهزة مع أهمية تقنين الأسر للاستخدام وتحديد أوقات لذلك وإشراك الأبناء في الأنشطة المختلفة مثل النوادي الرياضية والدورات التربوية والثقافية وإشراكهم في اللقاءات العائلية والمجتمعية وإشراكهم في العمل التطوعي لدوره الكبير في زيادة المهارات لدى أبنائنا وكسر العزلة بينهم وبين المجتمع وبخاصة مع قرب الإجازة الصيفية واستثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع والفائدة.