أكّد رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ أن قضية الحفاظ على البيئة ورعايتها دعت إليها الشريعة الإسلامية والقيم الإنسانية، وأن الحفاظ عليها إحدى شعب الإيمان، ودلائل البر والإحسان.
وبيَّن رئيس الشؤون الدينية، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة؛ أن البيئة التي طرزت ببدائع الموجودات وأحاسن المخلوقات، من نِعم البارئ؛ تجنى منها المنافع الكثيرة، وأن الوعي التام والتثقيف العام بالذود عن البيئة وحفظ مقوماتها وعناصرها ومهماتها، والوعي البيئي والإصحاح البيئي؛ أمانة شرعية ومسؤولية خُلُقية وضرورة اجتماعية وقيم حضارية، لا تزيد الأمم إلا تحضُّراً وعلواً ورُقياً ونمواً.
وأكّد أن الحفاظ على البيئة العامة يمتد إلى البيئة الاجتماعية والوطنية والسياسية والاقتصادية وحماية الحياة الفطرية، وذروة سنامها البيئة الروحية؛ بالتوحيد والإيمان والقرآن والسنة، والبيئة التعبُّدية، وفي مقدمتها بيئة الحرمين الشريفين؛ لينعم القاصد والزائر والحاج والمعتمر، بأداء مناسكه وعباداته في أجواءٍ آمنة مطمئنة خاشعة.
ولفت السديس؛ إلى أن الحفاظ على البيئة قرين الأخلاق الحميدة العليا وعنوان التمسك بالسنة النبوية؛ لأن المنهج الإسلامي الفريد مصدر انبثاقها ومنبع اشتقاقها؛ وعليه لزم تقويم رؤية العالَم والمجتمعات إزاء البيئة، بإخراجها من الحيز المادي المحدود إلى الحيز التعبدي المودود، وأن نعزّز مفاهيمها الدقيقة لدى فلذات الأكباد والأجيال، وأن نُذْكِي في طموحاتهم الثقافةَ البيئية، باعتبارها شريعة وعبادة، مع تجلية آثار النفع والجمال فيها، وكذا في مغبّاتها ومعانيها؛ كي تنعكس على أرواحهم بالهدى والسعادة.
وقال: لقد ضربت مملكتنا مثلاً في الحفاظ على البيئة بإنشاء القوات الخاصة للأمن البيئي، في ظل رؤية السعودية 2030؛ التي هدفت إلى تحقيق مبادئ التنمية المستدامة عبر الاهتمام بعناصر البيئة، والحفاظ على المقدرات الطبيعية التي وهبها الله تعالى لهذه البلاد المباركة، وتحسين جودة الحياة، وضمان أن ينعم أفراد المجتمع بحياة صحية وبيئة سليمة وجاذبة.
وأضاف، أن الاهتمام بحماية البيئة والمحافظة عليها، ليس نوعاً من الترف؛ بل من أعظم النعم التي منحها الله تعالى للإنسان؛ ليستمتع بها في هذا الكون؛ لأنها تمده بالغذاء والماء ودونهما لن توجد حياة، ولن تنشأ حضارة.