قبل بضعة أشهر حذرت منظمة الصحة العالمية بجدية شديدة من وباء يهدد البشرية بأسرها، ووصفته بأنه أخطر من وباء "كوفيد - 19" بـ20 مرة، ما أثار حالة من الهلع والارتياب.
الوباء الذي لم تسمه المنظمة الأممية، ولم تحدد كنهه، أطلقت عليه "إكس X"، وهو مصطلح يشير إلى مرض غير معروف، أو وباء دولي خطير يمكن أن يكون ناجماً عن مسببات الأمراض غير المعروفة حالياً أنها تسبب مرضاً بشرياً. وقد تم وصف مصطلح "إكس" لأول مرة في عام 2018.
الإعلان الأممي أدى إلى حالة قلق دولية واسعة النطاق؛ تخوفاً من وباء جديد يتحول إلى جائحة، ويثير الذعر، ويحصد الأرواح، يوقف الحياة، ويهدد الاقتصاد، إذ لم يلبث العالم أن يتعافى من وباء "كوفيد-19" الذي أصاب ما يناهز 700 ألف شخص حول العالم، وقتل ما يزيد عن 7 ملايين وفقاً للإحصائيات المعتمدة.
ولم تمر سوى شهور قليلة على تحذير "الصحة العالمية" حتى أطل علينا فيروس "جدري القردة" ليثير الرعب حول العالم، وتعلنه المنظمة الأممية حالة طوارئ صحية عالمية، في الوقت الذي أخذ فيه المرض في الانتشار في أنحاء من قارة إفريقيا.
و"جدري القردة" مرض فيروسي حيواني المنشأ، يظهر بشكل رئيسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا، وينتقل أحياناً إلى مناطق أخرى.
ويعتبر إعلان حالة الطوارئ هو أعلى مستوى تنبيه لدى منظمة الصحة العالمية، ولا تستخدمه المنظمة إلا في حالات الكوارث، وتفشي الأوبئة عالمياً.
وسبق أن أعلنت المنظمة الأممية المرض حالة طوارئ عالمية في عام 2022 قبل السيطرة عليه في حينها. وعاد الفيروس للانتشار مرة أخرى قبل أسابيع قليلة في عدد من الدول الإفريقية، ووصلت حالات الوفاة جراءه في القارة السمراء إلى ما يناهز 500 حالة، فيما تتركز معظم حالات الإصابة والوفاة في دولة الكونغو.
ويأتي جدري القردة من خارج قائمة الأمراض التي رصدتها "الصحة العالمية" كأكبر تهديد، والأكثر ترجيحاً لتكون الوباء "إكس" القادم، إذ رجح العلماء أ3ن يكون المرض القادم المسبب للوباء العالمي فيروساً تنفسياً، ولم تستبعد أمراض: فيروس إيبولا، وماربورج، وحمى القرم والكونغو النزفية، وحمى لاسا، والسارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفيروس نيباه، وحمى الوادي المتصدع، وفيروس زيكا، ومتحورات كوفيد الجديدة، كأبرز الأمراض التي يمكن أن تهيمن مستقبلاً.
ينتقل الفيروس المسبب لمرض جدري القردة إلى الإنسان من خلال المخالطة الوثيقة لشخص، أو حيوان مصاب، أو مواد ملوثة بالفيروس.
وينتقل كذلك من شخص إلى آخر عن طريق الملامسة الوثيقة للقروح، وسوائل الجسم، والرذاذ التنفسي، والأدوات الملوثة مثل: الفراش، وذلك وفقاً لما يذكره الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية.
وتمتد فترة حضانة المرض من 5 إلى 21 يوماً، وغالباً ما تكون بين 7 إلى 14 يوماً، ولكن من المطمئن أن المرض يزول في معظم الحالات من تلقاء نفسه، وذلك بعد أن تستمر أعراضه لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشييتد برس" فإن تحول جدري القردة إلى وباء غير مرجح للغاية. وأن عادةً ما تندلع الأوبئة، بما في ذلك أحدث الأوبئة مثل إنفلونزا الخنازير وكوفيد-19، بسبب الفيروسات المحمولة جواً والتي تنتشر بسرعة، بما في ذلك الأشخاص الذين قد لا تظهر عليهم الأعراض.
حسبما أوضحت هيئة الصحة العامة "وقاية"، فإنه لم يتم رصد أي حالة مصابة بـ"جدري القرود- النمط الأول" حتى الآن في المملكة، لافتة إلى أن النظام الصحي في المملكة قوي وفعال؛ وهو ما يجعله قادراً على مواجهة مختلف المخاطر الصحية؛ حيث اتخذت المملكة الإجراءات والتدابير الوقائية كافة للعمل على قوة الرصد والحد من انتشار الفيروس وتفشيه بما يضمن الحفاظ على صحة وسلامة الأفراد من المواطنين والمقيمين.
وأشارت "وقاية" إلى أن هنالك العديد من الإجراءات الوقائية والخطط التوعوية، وإجراءات التقصي الوبائي، والاستجابة للأمراض المعدية ذات البعد الوبائي التي تضمن الاستجابة لاحتمالات انتشار الأمراض المعدية.