أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله عبدالمحسن العساف، لـ"سبق"، أن "الرئيس الأمريكي من الرؤساء القلائل الذي إذا قال أو هدد فعل، لكن لا يمكن التنبؤ إلى أي مدى تصل قراراته؛ لذلك على "أردوغان" أن يقرأها جيدًا، وأن يضعها في سياقها، وأن ينسحب قبل أن يسحب".
واستشهد "العساف" بحادثة القس الأمريكي، والتي انتهت بإفراج أردوغان عنه بعد تهديدات ترامب لتركيا، مبينًا أن رد الرئيس الأمريكي جاء عنيفًا تلك المرة خاليًا من المجاملات الدبلوماسية، حيث بدا ترامب صريحًا في تهديده وكلماته، حتى إنه وصف أردوغان بأنه "أحمق"، وأن عليه أن يستجيب للنداءات الأممية، وألا يتعامل مع الأكراد خارج النطاق المقبول في العرف الدولي، وإذا تجاوز ذلك الأمر فإنه سوف يمحو اقتصاد تركيا.
وتابع: "إن رسالة الرئيس الأمريكي تحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي أتمنى أن يفهمها الرئيس التركي بعيدًا عن التكبر والغطرسة والغرور الذي مُلأ به هذا الرجل، ولا أقول الإنسان؛ لأنه تجرد من الإنسانية، وليس له نصيب فيها لأنه اجتاح بلدًا أعزل يعيش في صراعات وحروب داخلية وخارجية تتقاسمه أطماع وقوميات غير عربية، فأتي هذا بقواته لكي يمزق هذا البلد العربي الجار والشقيق".
وأوضح "العساف" أن "مجلس النواب الأمريكي لم يكن راغبًا بقرار الولايات المتحدة مع أنه قرار شكلي لا يعكس الابتعاد الأمريكي عن سوريا كما يتوقع الكثيرون، لافتًا إلى أن انسحاب الرئيس الأمريكي من سوريا قُرئ في ثلاث قراءات مختلفة، حيث قرئ بأنه خلل ما في إستراتيجية الخارجية الأمريكية، وقرئ بأنه تكتيك أمريكي متغير وإستراتيجية ثابتة، ولكن الوحيد الذي قرأه بغباء هو الرئيس أردوغان الذي قرأه بأنه ضوء أخضر للتوغل في سوريا واجتياحها".
واختتم قائلاً إن تدخل أردوغان في سورية قوبل باستهجان عالمي ورافض؛ لأنه اعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة، وتجاوز للحدود الصلبة المعمول بها في القانون الدولي.