
فتحت حادثة الفتاة "ريما" بطلة حسوة التي ضحت بحياتها وشبابها مؤخراً من أجل إنقاذ أشقائها، ملف عقبة "المعلك" التي لطالما سالت على جنباتها الدماء وأزهقت الأرواح.
وقال لـ"سبق" مناع بن راشد مناع والد الفتاة "ريما" التي هوت بها المركبة المقلة للأسرة مؤخراً بعد أن نجحت في إخراج جميع أشقائها عبر القذف بهم واحداً تلو الآخر إلى خارج المركبة قبل أن تلقى ربها: مصابي في ابنتي "ريما" التي سيخلد التاريخ صنيعها كبير ولن يمحوه الزمن، فصورتها وذكرها لم ولن يغيب عن مخيلتي، إلا أن فقدي لها لم يكن الأول من نوعه، فقد فقدت والدي بذات العقبة قبل عدة سنوات.
وأضاف: السؤال الذي يطرح نفسه: مَن سيكون الضحية القادمة لهذه العقبة؟!وهل ستكون "ريما" آخر الضحايا بين أفراد أهلي ومجتمعي؟! مطالباً الجهات المختصة بإيقاف خطر ذلك الشبح المخيف الذي أزهق الأرواح وزرع الحزن في قلوب الكثيرين.
وعن ذات العقبة قال، أحمد بن مروعي القيسي: عقبة "المعلك" ذهب ضحيتها قرابة عشرة أشخاص من الجنسين، مواطنون ومقيمون، هذا من أعرفه وربما قد يكون هناك غيرهم ممن لا أعرف، متمنياً أن يلتفت المسؤولون إلى تلك المطالبات المتمثلة في توسعتها ووضع المصدات الخرسانية اللازمة التي تضمن حماية عابريها من السقوط فضلاً عن إنارتها.
وقال: إن العقبة حظيت ببعض الأعمال بجهود ذاتية من الأهالي الذين ضخوا 400 ألف ريال في سبيل تمهيدها وتوسعتها وتغيير بعض المسارات الخطرة بها، إلا أنها لا تزال تمثل شبحاً مخيفاً يتربص بأرواح الأبرياء.
وأضاف أنه بالرغم من أن الطريق يعتبر من الطرق المهمة في المحافظة، حيث يعبره يومياً مئات من السيارات، حيث يربط بين حسوة ومحافظة رجال ألمع وأبها ومحايل ومنطقة جازان إلا أنه لم يلتفت له ما نجم عنه أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات.
وطالب الأهالي بصوت واحد الجهات المعنية بسرعة التحرك والاستجابة للطلبات والمطالبات بحل جذري للعقبة بما يضمن سلامة مرتاديها.
وكانت "سبق" قد نشرت في الثاني من أغسطس 2023 قصة "ريما" المحزنة التي ضحت بنفسها من أجل إنقاذ أشقائها بعنوان: (في موقف بطولي.. "ريما" تدفع حياتها ثمناً لإنقاذ أشقائها بـ"حسوة عسير".. هنا التفاصيل).