استقبل مشعر "مزدلفة" بعد مغرب الشمس من يوم عرفة حجاج بيت الله الحرام ليؤدوا فيها صلاة المغرب والعشاء ويبيتون فيها ليلة عيد الأضحى المبارك.
وتعد "مزدلفة" أحد المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج؛ حيث تقع بين مشعرَيْ منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتَي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
وتسمى: "المزدلفة"؛ لأنّ الناس يقتربون فيها من منى؛ حيث يسمى هذا القرب ازدلافًا، وفي قول آخر: أنّها سميت بذلك لأنّ الحجاج يجتمعون في هذا الموضع في وقت الليل؛ إذ يسمى الاجتماع بالازدلاف، أو لأنّ الحجاج يزدلفون إلى الله، أي يتقربون إليه من خلال وقوفهم في عرفة، وازدلافهم منها إلى منى.
وتسمى مزدلفة: "جمعًا"؛ لأنه يتم فيها جمع النسك بين صلاة المغرب والعشاء والمشعر الحرام، وقيل لأنه يحرم فيه الصيد.
كما تسمى: المشعر الحرام؛ لأن فيها من معالم الدين، قال تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ."
وتقدر مساحة مزدلفة بأكثر من 13 كيلومترًا مربعًا، يحدّها من الغرب منى ضفة وادي محسر الشرقية، وهو واد صغير يمر بين منى ومزدلفة، ويعبره الحجاج على الطريق بين منى ومزدلفة، فيكون الوادي فاصلاً بينها وبين منى، ويحدها من الشرق ما يلي عرفات مفيض المأزمين، وهما جبلان بينهما طريق تؤدي إلى عرفات، بينما يحدها من الشمال الجبل وهو ثبير النصع، ويقال له أيضًا: جبل مزدلفة.
وفي مزدلفة عدد من الجبال؛ أهمها: جبل "قُزح" يقع بطرف مزدلفة من الجنوب غربي المشعر الحرام، وجبل "المريخيات"، وهي سلسلة جبلية تمتد من مزدلفة جنوبًا إلى وادي عُرنة وجبل "ثبير الأحدب"، وهو القسم الشمالي من جبل ثبير النصع، فثبير النصع جبل يشرف على مزدلفة من الشمال الشرقي، ويسمى شماله: جبل الأحدب، وجنوبه: جبل المرار.