"وادي لبن".. عذوبة مائه سبب تسميته التاريخية ويمد العاصمة بالخوخ والرمان والحطب

كان منطقة للتخييم في عُطَل الحج والربيع منذ 40 عامًا وذكره الأعشى في شعره
"وادي لبن".. عذوبة مائه سبب تسميته التاريخية ويمد العاصمة بالخوخ والرمان والحطب

أكد عدد من المهتمين أن "وادي لبن" تضرب جذوره بالتاريخ؛ إذ ذكره الأعشى في شعره باسم "وادي الخال"، وكان في التاريخ الحديث بمنزلة مزرعة تمد الرياض بالماء والفواكه والحطب. ويمتد هذا الوادي على طول نحو 30 كيلو، ويقع غرب الرياض أسفل الجسر المعلق حاليًا.

وأوضح محمد بن عبد العزيز الحسين أن وادي لبن سُمي بهذا الاسم لصفاء وعذوبة مياهه. ويقع الوادي غرب مدينة الرياض، ويبدأ من جبال طويق، ويتجه شرقا حتى يلتقي مع وادي حنيفة، ويعد من أكبر روافد وادي حنيفة، وله روافد شمالية وجنوبية عدة.

وأضاف خلال حديثه لقناة "العاصمة" على "اليوتيوب": "وادي لبن يسمى أيضًا وادي الخال كما ذكر ابن خميس عن كبار السن من أهل المنطقة، وكذلك ذكره الشاعر الأعشى (قالوا نمار، فبطن الخال جادهما). ونقل ياقوت عن الحفصي لبن من أرض اليمامة، وهو واد فيه نخل بني عبيد بن ثعلبة".

من جهته، كشف فهد بن عبد الرحمن الريس أن أقصى جبال لبن تبدأ من طويق، من منحدر طلعة القدية المسماة الآن، فتبدأ الشعاب تتفرغ من لبن مثل: زحام، النمري، القريات، أبو غار، أبو سدرة، المناحي وأبو رمل. مشيرًا إلى أن أهم الفواكه المنتجة من وادي لبن هي العنب والبرتقال والخوخ والرمان، وكانت تُرسل لسوق الرقيبة.

وبيّن "الريس" خلال جولته مع الإعلامي محمد الهمزاني على الوادي أن طوله نحو 35 كيل مترًا، وأن وادي حنيفة يبدأ من الشمال إلى الجنوب، أما وادي لبن ووادي نمار فيمتدان من الغرب إلى الشرق، ويصبان في وادي حنيفة، وأن السد -وهو أحد معالم وادي لبن- أقيم في الثمانينيات الهجرية، أي منذ نحو 60 عامًا في عهد الملك سعود.

وتابع: وادي لبن يميزه عذوبة مائه، وكان يعد أحد مصادر المياه المهمة في الرياض، وكان ينقل إلى البطحاء والمرقب وغيرهما، وينقل في (وايتات). ماء عذب وحلو، وهو في الأصل ماء المطر، وكان هناك عيون مثل النمري تشرب منها الحيوانات والطيور، لكن الآن تغيرت المياه، وارتفع منسوب الأملاح في المياه؛ وأصبحت غير صالحة للاستخدام.

وأضاف "الريس": ابن سيرين ذكر عددًا من المزارع الموجودة في وادي لبن، منها مزرعة الأمير سعد بن عبدالعزيز والأمير بدر بن عبد العزيز والأميرة هيا والأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير سلطان. وقال إن الأشجار قديمًا كانت تلقب بالطلح، وكانت الأشجار كثيفة، لكن مع الاحتطاب الجائر اختفت أشجار كثيرة.

وقال: منذ أكثر من 40 سنة كان الناس يجتمعون في عطلة الحج وعطلة الربيع، ويجلسون في خيام وبيت شعر، ويجلسون 15-20 يومًا، ويحضرون أغنامًا لتسرح بوادي لبن، ويقومون بحلبها، ويأكلون العنب والتمر، ويسهرون على الجمرة.‏


أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org