دعمت كلية الطب بجامعة المجمعة، مستشفيات المنطقة في نطاق كلياتها بـ٥٠ استشاريًا في عدد التخصصات، تمكنوا خلال فترة وجيزة من إجراء عمليات نادرة وحققوا أولويات غير مسبوقة.
وتفصيلاً، لم يكن إعلان مجلس التعليم العالي لقرار إنشاء كلية الطب بجامعة المجمعة مع بداية العام الجامعي 1431 -1432هـ حدثاً عادياً لأهالي المنطقة التي تشملها خدمات الجامعة؛ بل كان قراراً يحمل في طياته استبشاراً بمستقبل صحي أفضل للمنطقة، خصوصاً مع إعلان الجامعة منذ يومها الأول بالتزامها في خدمة المجتمع، وحرصها على تجسيد معنى الشراكة المجتمعية، وسعيها للتعاون مع الجميع في نشر العلم والثقافة الصحية، وتقديم الرعاية الطبية، والاستفادة من خبرات الكوادر الطبية العالية في خدمة الوطن والمجتمع؛ ليبدأ ومنذ اللحظة الأولى العمل في تلك الكلية بشكل أوسع، وخطوات متسارعة، وجهود حثيثة لتطوير الكلية، وإضافة أقسام وتخصصات يحتاجها سوق العمل لتوائم وتلبي الاحتياج المطلوب، وتضمن استمرار هدف الجامعة في تحقيق الشراكة المجتمعية.
وعلى مر تلك السنين كانت الكلية تسير على ذلك النهج من خلال برامجها وأنشطتها وفعالياتها، لتتجاوز بعد ذلك هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى من خلال تقديمها لاستشاريي وأساتذة الكلية للعمل في المستشفيات التي تشملها منطقة خدمات الجامعة، لتصل إلى أكثر من ٥٠ طبيباً يعملون في تلك المستشفيات، ولم تكتف بذلك فقط؛ بل ساهم أولئك الأطباء في أولويات غير مسبوقة وعمليات لحالات نادرة، وكانت النتائج إيجابية وتماثل المرضى فيها للشفاء.
ومن تلك الحالات النادرة ما قام به الفريق الطبي بقيادة الدكتور ناصر الذروي الأستاذ المشارك بقسم الجراحة العامة بكلية الطب، بإنهاء معاناة مواطنة شابة تعاني من آلام مزمنة في البطن دون تشخيص لخمس سنوات، وذلك على الرغم من زيارتها لعدة مستشفيات تخصصية؛ حيث تم تشخيصها في مستشفى الملك خالد بالمجمعة واتضح أنها تعاني من حالة نادرة جداً، تتمثل في فتق إربي أيسر، وكان العضو المندفع في الفتق هو المبيض الأيسر، وكذلك غياب الأنبوب الفالوبي الأيسر، وقام فريق التصوير الطبي والأشعة بكلية الطب بالجامعة بقيادة الدكتور سليمان آل الشيخ، والدكتور وليد الخالدي، باكتشاف ذلك التشخيص النادر.
وكان فريق طبي برئاسة استشاري المخ والأعصاب وأستاذ طب المخ والأعصاب المساعد بالجامعة الدكتور عبدالرحمن الحربي، قد تمكن من تشخيصِ حالةٍ نادرةٍ جداً في تخصص المخ والأعصاب، وذلك في مستشفى الزلفي العام، وهي عبارة عن وجود تخثر في الوريد الودجي الأيمن بحجم كبير، وهو ما أظهرته أشعة الرنين للدماغ والأشعة بالصبغة لأوردة وشرايين الدماغ، وعمل التحاليل اللازمة، وعلى ضوئها تم إجراء التدخل الطبي المناسب، وإعطائها مسيلات للدم وأدوية للتحكم بالتشنجات.
كما شهد مستشفى حوطة سدير ولأول مرة بالمستشفى، إجراء عملية (إصلاح فتق إربي) بالمنظار في كلا الجهتين لمريض تحت إشراف الاستشاري عبدالله البراك بكلية الطب بجامعة المجمعة، وأعلن بعد ذلك المستشفى بأنه سيستمر مستقبلاً بإجراء عمليات الفتق عن طريق المنظار على يد الدكتور البراك.
وفي إنجاز طبي متقدم، تم إجراء عملية جراحية متقدمة لمريضة تبلغ من العمر 28 سنة، وذلك في مستشفى الملك خالد بمحافظة المجمعة، تحت إشراف الدكتور عبدالملك البكر (عضو هيئة التدريس بكلية الطب، جامعة المجمعة)؛ حيث تعدُّ هذه أول عملية جراحية تعمل خارج المستشفيات الكبيرة بفضل من الله، وهي عبارة عن تطويل للجزء القصير وتعديل التشوه العظمي في أسفل عظمة الفخذ باستخدام المثبت الخارجي (اليزاروف) عبر التقنية البرمجية لتعديل و تطويل العظام.
هذا وكان الدكتور ناصر الذروي أستاذ الجراحة العامة والأورام وزراعة الأعضاء والمناظير المتقدمة المساعد بكلية الطب بالجامعة، قد أجرى عملية نوعية بمستشفى الملك سلمان لحالة مرضية نادرة لشابة عشرينية كانت تعاني من حالة نادرة تعرف بـ"متلازمة ليمل" lemmel's syndrome، وتتمثل في جيب خارجي في الجزء الثاني من الاثني عشر، تسبب في انسداد مزمن للقناتين المرارية والبنكرياسية، مما أدى إلى نوبات متكررة من الالتهابات الحادة.
كما نجح فريق طبي بمشاركة من الدكتور محمد الخميس من قسم جراحة الكلى والمسالك البولية بالجامعة، من إجراء أول عملية استئصال للكلية بالمنظار لأحد المرضى، وتعد هذه العملية سابقة نوعية، بالإضافة لإجرائه للعديد من العمليات التي تكللت بالنجاح، ومنها: عمليات تفتيت حصوات الكلية بالمنظار المرن والليزر، وعملية تحفيز عصبي لعلاج احتباس البول، بالإضافة لإجراء العديد من العمليات النوعية النادرة.
ويقدم الدكتور خالد بن محمد العبدالوهاب مستشار رئيس الجامعة والمشرف على الكليات الصحية بالجامعة الأستاذ المشارك واستشاري جراحة العيون في كلية الطب بجامعة المجمعة من خلال عيادته الأسبوعية وإجرائه العمليات الدقيقة في العيون للمرضى بمستشفى الملك خالد نموذجاً آخر للتعاون الذي تقدمه الجامعة للمستشفيات في منطقة خدماتها.
هذا بالإضافة إلى استمرار التعاون مع المستشفيات من خلال تقديم الدورات التدريبية والتي كان آخرها مشاركة كل من: الدكتور بدر المقحم رئيس قسم الأطفال بكلية الطب واستشاري صدرية الأطفال، والدكتور عبدالله العليان وكيل كلية الطب للشؤون السريرية واستشاري صدرية الأطفال، والدكتور يوسف الرحيمي رئيس قسم التخدير بكلية الطب واستشاري طب الأطفال، والدكتور محمد فرحان استشاري طب الأطفال، في الدورة التي نظمها مستشفى الملك خالد بعنوان (الحالات الطارئة التنفسية عند الأطفال)، والتي استهدفت الممارسين الصحيين بواقع 12 ساعة معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
بهذه الأعمال والمبادرات المميزة، تحقق كلية الطب رسالتها في الشراكة المجتمعية مع كافة القطاعات الصحية والجهات المختلفة لنشر العلم والثقافة الصحية وتقديم الرعاية الطبية والاستفادة من خبرات الكوادر الطبية وخدمة المستشفيات في مجالات التدريب والتعليم الطبي.