هل يعلم السعوديون أنهم من الدول النادرة عالميًّا التي تكوَّنت من تجمعات حضرية وقبلية متعددة، وثقافات مختلفة، وعادات متقاطعة، يجمعهم دين واحد، في وطن كبير.
هل يسألون أنفسهم في لحظة صفاء وهم يحلقون في سماء السعودية، أو يقطعون مسافات طوالاً بسياراتهم بين أرجائها، كيف وحّد القلوب الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وجمعنا في دولة واحدة من البحر إلى البحر؟ ولماذا آمن أجدادنا به إمامًا وحاكمًا؟ وكيف شاركوه بناء دولة من عدم، وتأسيس مملكة مترامية الأطراف؟
هنا القصص الكبيرة التي يعجز الرواة عنها، وتقف كل الذكريات حولها بفخر وعز وامتنان.
فيما يقرب من ٣ عقود أعاد موحِّد البلاد حكم أجداده، وضم أقاليمها تحت حكمه بمصحف وسيف، ورجال، فجمع الشتات، وكوَّن دولته الفتية.
نحتفل باليوم الوطني وسط تنمية متواصلة، وحفاظ على دستور قرآني، ومنهج نبوي، وشراكة وطنية لا مجال فيها لأنصاف الحلول.
الكل يحتفل بطريقته، جندي يحمي الحد، ومواطن أو مسؤول يعمل بجد لخدمة الوطن.
هنا السعودية حيث تختلف بعض التقاليد، لكن عادات الولاء تتفق، شعب يسعى مع قادته لرسم مستقبل مختلف، ومتجاوز للتوقعات، يعكسون كل نبوءات الدراسات، ويطوون العقود في أيام.. ففي كل بيت حكاية من طموح وإنجاز ونظرة جديدة لبناء الوطن.
هنا السعودية حيث يفتح بنو الوطن قلوبهم وبيوتهم.. كل ضيف يسهم معهم في المسير للعالم الأول، ويجتمعون سوية لجمع العالم في عاصمة السلام "الرياض".