"القاضي" يستذكر مقاهي ينبع القديمة.. ومطالب بإحياء ثقافة المقهى الشعبي

قال: كانت تُقام في مساحة بسيطة وبعيدة بقدر الإمكان عن المنازل للخصوصية
عاطف القاض
عاطف القاض
تم النشر في

قال الباحث التاريخي والمختص بالإعلام السياحي عاطف القاضي لـ "سبق" إن مدينة ينبع تشتهر قديمًا بالمقاهي الشعبية وغالبًا تكون في الأسواق وبعضها قريبة من الميناء والمطاعم الشعبية والحجاز عُرفت فيها القهاوي مفردها قهوة أو مقاهٍ ومفردها مقهى وهي مكان للنزهة والتقاء الناس بشكل شبه يومي.

وفي التفاصيل، أوضح "القاضي" أن من أسباب ظهورها قبل أكثر من مائتي سنة ربما يعود لظروف الحياة في تلك الفترة التي أفرزت الحاجة إلى مكان يلتقي فيه الناس ويقضون في هذه الأماكن أوقاتًا للحديث والنزهة والالتقاء مع أصدقاء لهم أو مهنة تجمعهم وغير ذلك .

وقال إن المقاهي كانت تُقام بمساحة بسيطة توسعت فيما بعد بشكل أكبر وغالب تكون المقاهي بعيدة بقدر الإمكان عن المنازل التي يسكنها العوائل للخصوصية أو لأسباب أخرى "اجتماعية" لأن بعضها تقدم "الشيشة" مما يؤثر على المجاورين لها من أصحاب المنازل.

وأضاف أن شرائح مجتمع المقاهي كانت تتوزع بحسب مرتاديها، فهناك مقهى الشعراء وأهل الفن ، ومقاهٍ أخرى بحسب المهن، سواء من العاملين في حركة السفن والقطار ونقل البضائع أو مقاهٍ للبحارة وهكذا، ‏‎ومن أبرز تلك المقاهي الشهيرة التي كانت في ينبع منذ عقود مضت منها : قهوة القارح في طرف السوق أمام الميناء وقهوة عواد أبوعيسى خلف مسجد السنوسي وقهوة حسن مزين المعروف بالتمرة وسط السوق وقهوة الحادي في مبنى المنشية وقهوة العنيبسي في مبنى الأوتيل على البحر مباشرة وقهوة الخفاجي وقهوة أبوقشيعة في وكالة باجنيد وقهوة شكوكو وقهوة السيد وقهوة صالح المحلاوي المعروف بالصقر في وسط السوق.

وأشار القاضي إلى أن جميع مواقع المقاهي السالفة الذكر تعد حاليًا بالمنطقة التاريخية ما عدا قهوة الدقن وكانت في بداية طريق ينبع - جدة.

وطالب عددٌ من المهتمين بضرورة إحياء ثقافة المقهى الشعبي في المنطقة التاريخية بينبع كعنصر حيوي من عناصر تفعيل تاريخية ينبع وإقامة الأمسيات الثقافية والأدبية فيها، لما لهذه المقاهي من حراك ثقافي وعنوان لملامح الحياة الاجتماعية والثقافية، وتعبر عن حيوية المنطقة التاريخية وقد تجد إقبالاً وتفاعلاً كبيرين من السياح والزائرين.

وتابع القاضي من ضمن الكسرات والقصائد التي ترصد بعض مواضع تاريخية في ينبع في عهد مضى يقول الشاعر طارق محمد القاضي في معشوقته "ينبع"

أحبها ينبع بلادي

وأحب طيبة أهاليها

فيها حياتي وميلادي

وأيام بالخير نطريها

من سورها لقهوة الحادي

والقاد والصور غاليها

والرابغي موطن أودادي

وجولات فالبنط نرويها

سكانها كسبهم عادي

من بحرها وخير واديها

جردي وسنبوك وقيادي

ريس على البحر يقديها

تأتي بالأرزاق وتنادي

اللي يتحرى حراويها

ترسي على شطها الهادي

تلقى الوكايل مبانيها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org