
قال عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن للمملكة خصوصيات كثيرة؛ مكانية، وزمانية، وواقعية، مؤكداً أنها مستهدفة من أعداء الإسلام الصحيح، الذين يهمهم إثارة الفتن والنزاع بين المسلمين.
جاء ذلك في محاضرة له اليوم بعنوان "خصوصيات المملكة العربية السعودية" عُقدت برعاية مدير جامعة شقراء الدكتور عوض بن خزيم الأسمري، نظمتها وحدة التوعية الفكرية بالجامعة.
حضر المحاضرة محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، وعدد من مديري الدوائر الحكومية بشقراء، ووكلاء الجامعة، وطلاب الجامعة، وطلاب التعليم العام، كما تم نقلها على الهواء مباشرة إلى كليات الجامعة في مختلف المحافظات.
واستهل مدير الجامعة المحاضرة بكلمة رحب فيها بالشيخ التركي، مؤكداً أن الجامعة يسعدها بكافة منسوبيها أن ترحب بفضيلة الشيخ، وتفخر أن يزورها علم من أعلام هذه البلاد، شاكراً فضيلته على إجابة الدعوة، وتجشمه عناء السفر ومشقة الحضور مع كثرة مسؤولياته وأعماله، سائلاً الله أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار ووحدة الكلمة، وأن يرد كيد الكائدين وحسد الحاسدين والمعتدين.
وفي كلمته عبر الشيخ الدكتور عبدالله التركي عن سعادته وسروره لحضوره اليوم ليلتقي بمنسوبي جامعة شقراء، شاكراً مدير جامعة شقراء على دعوته للمشاركة والالتقاء بمنسوبي الجامعة وطلابها.
وأوضح معنى "خصوصيات" قائلاً: "تعني الأشياء التي تنفرد بها المملكة عن غيرها، وكل أمة ومجتمع ودولة إذا لم تكن خصوصياته واضحة كل الوضوح في أذهان أبنائها لا يمكن أن يكون لها شأن، وذكر أن خصوصيات المملكة كثيرة؛ منها خصوصيات مكانية، وهناك خصوصيات زمانية، وهناك خصوصيات واقعية".
وبين "التركي" أن "الخصوصيات المكانية هي وجود الحرمين الشريفين في هذه البلاد، وأنها منطلق الإسلام، وكذلك من خصوصياتها اللغة العربية التي اختارها الله لكتابه القرآن، لذلك لابد أن يدرك الشباب وطلاب الجامعات وغيرهم هذه الخصوصية، ويدركوا أن خدمة الحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين من أهم خصوصيات المملكة وأولوياتها، وأن قيمتنا مرتبطة بديننا وتاريخنا، وولاة أمرنا وبالحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين، وهذا لا شك ميزة وخصوصية متميزة".
وأضاف: "أما الخصوصيات الزمانية فمن أهمها أن المملكة في العصر الحديث هي الدولة الوحيدة التي نشأت على كتاب الله وسنة رسوله، والارتباط بين الدين والدولة قيادة وشعباً".
وذكر التركي أن الخصوصيات الواقعية هي تطبيق الشريعة الإسلامية والحكم بها، والأمن والاستقرار الذي تعيشه المملكة وسببه التقيد بأحكام الشريعة، والعناية بالعلم الشرعي.
ولفت إلى أنه من هنا لابد أن تكون تلك الخصوصية واضحة في ذهن كل مواطن سعودي وكل مقيم من غير السعودية في هذه البلاد وهذه الخصوصيات خط أحمر لا يجوز أن يتجاوزها أحد.
وقال: "المجتمع أسرة واحدة، والأصل أن الإنسان لا يرتبط بأسرته أو بقبيلته أو بالبلد الذي نشأ فيه فيما يؤثر على دينه أو يسيء إلى المجتمع الذي يرتبط فيه".
وأضاف: "الاهتمام بالشأن الإسلامي في كل مكان أيضاً خصوصية لا تجدها على وضعها وكيفيتها كما هي في المملكة، في كل بلاد الأقليات المسلمة يجد الإنسان أن المراكز والمساجد معظمها بني من قبل المملكة سواء على المستوى الرسمي للدولة أو من قبل التجار وأهل الخير لكن مصدرها من هذه البلاد".
وأشار إلى أهمية تعميق تلك الخصوصيات في قلوب الناشئة وخاصة حب الوطن والولاء لولاة الأمر، والتركيز على ذلك في المناهج الدراسية، والأبحاث والجانب الثقافي والجامعات بوجه خاص.
وتابع: "المملكة مستهدفة وهناك جهات معادية للإسلام وللملكة، فنحن مستهدفون من أعداء الإسلام الصحيح، مثل إيران والأحزاب التابعة لها، وما يحصل من فتن ومشاكل في سوريا، وفي العراق واليمن وأماكن كثيرة، فالاستهداف فيه هو للإسلام الصحيح، وهؤلاء يهمهم إثارة الفتن والنزاع بين المسلمين".
وأردف: "من هنا يجب أن نركز على هذا الأمر بأن أمن المملكة وشباب المملكة مستهدف لأنها تسير على الدين الصحيح، وعلى الأساتذة والباحثين أن يركزوا على هذا الأمر في مواجهة الطائفية والنزاع والخلاف، حتى يكون واضحاً في أذهان الناشئة فيواجهون الإعلام الخارجي وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي".
وشدد "التركي" على التركيز على خصوصياتنا وعلى وطننا، وعلى الالتفاف حول قيادتنا الكريمة حتى تكون الكلمة واحدة.
وفي الختام، وجه الشيخ التركي الشكر لجامعة شقراء على إتاحة تلك الفرصة، ودعا للوطن بأن يديم عليه أمنه واستقراره، وأن يوفق قادته لما يحبه ويرضاه، وأن يجمع كلمتنا على الحق، كما أجاب على أسئلة الحضور.
وفي الختام استقبل المدير الشيخ التركي في مكتبه، وقدم له درعاً تذكارية بتلك المناسبة.