بالدراسة والأرقام والإحصائيات، يطمئن الكاتب الصحفي د.بكري معتوق عساس، القراء، إلى أن الطائرات هي أكثر وسائل النقل أمانًا؛ حيث نجد أن نسبة احتمال وقوع حوادث تحطم الطائرات تقل بنسبة 200 مرة مقابل حوادث الطرق، ولا تتجاوز نسبة الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث (0.0003%) من عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في العالم؛ وهو ما يعني أن أي شخص يسافر بالطائرة بشكل يومي يُفترض أن يستغرق (30) ألف سنة ليواجه حادثة طيران مميتة.. يأتي ذلك تعليقًا على أزمة طائرات بوينج التي أثارت الرعب من رحلات الطيران.
وفي مقاله "الطائرات.. أكثر وسائل النقل أمانًا" بصحيفة "المدينة"، يقول "عساس": "تُعتبر وسائل النقل والمواصلات من مركبات، وقطارات، وسفن، وطائرات؛ من الركائز الأساسية التي قامت عليها العديد من الحضارات الإنسانية عبر العصور؛ وذلك لأهميتها في حركة الناس، ونقل البضائع وفي الأزمات، إضافة لربط المدن والقارات بعضها البعض.. ولا شك أن وسيلة النقل الجوي تعتبر من أسرع وأكثر وسائل النقل أمانًا، مقارنةً بوسائل النقل الأخرى، فعلى سبيل المثال، من النادر أن تجد شخصًا لم يكن عُرضة لحادث سيارة، بسيطًا كان أم كارثيًّا، وحتى قديمًا قبل اختراع العجلة، والآلة البخارية، عندما كانت الحيوانات تُستخدم كوسيلة للتنقل بين المدن والقرى؛ لم يَسلم الناس وقتها من الحوادث المميتة، نتيجة سقوطهم من على ظهورها".
ويستند "عساس" إلى التقارير والإحصائيات بشأن حوادث الطرق، ويقول: "في تقرير صدر حديثًا لمنظمة الصحة العالمية وضعت "حوادث الطرق" في المركز الثالث كأهم مسبب للوفاة حول العالم بعد الأمراض الخطيرة والجوائح؛ ففي العام الماضي وحده بلغ عدد وفيات الأشخاص بسبب حوادث الطرق حسب نفس التقرير حوالى (500) ألف شخص، وتسببت في إعاقة حوالى (15) مليون شخص آخرين".
ويمضي "عساس" مستعرضًا إحصائيات الحوادث، ويقول: "بينما نجد أن نسبة احتمال وقوع حوادث تحطم الطائرات تقل بنسبة (200) مرة مقابل حوادث الطرق، ولا تتجاوز نسبة الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث (0.0003%) من عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في العالم؛ وهو ما يعني -وفق الأرقام والمبادئ الحسابية- أن أي شخص يسافر بالطائرة بشكل يومي يُفترض أن يستغرق (30) ألف سنة ليواجه حادثة طيران مميتة.. وحسب تقارير الأمم المتحدة وُجد أن كل مليار كيلو متر يتم قطعه بالمركبات؛ يُتوفى فيه حوالى (20) ألف شخص؛ في حين لا يتوفى سوى (13) شخصًا باستخدام الطائرات لنفس المسافة".
ويضيف الكاتب: "من جهة أخرى وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية؛ فقد ثبت أن أخطار الطيران تتناقص، على الرغم من ازدياد معدل الرحلات الجوية حول العالم، فعدد المسافرين عبر الطائرات في بداية تسعينيات القرن الماضي ارتفع بنسبة (50%) عن عددهم في بداية الثمانينيات، ثم ارتفع في بداية الألفية الجديدة لنحو (46%) عما كان عليه العدد في بداية التسعينيات.. وعلى الرغم من كل ذلك؛ لم يتغير عدد وفيات الطيران مقارنة بما كان عليه قبل عقدين من الزمن، والذي بلغ حوالى (1022) قتيلًا بعدد يساوي (37) حادثة".
ويُنهي "عساس" قائلًا: "بالرغم من توجيه إدارة الطيران المدني الأمريكية بالكشف على طائرات بوينج طراز 747 بسبب الاشتباه في وجود خلل في أجهزة التحكم، فلم يتعرض هذا النوع من الطائرات خلال آخر مليون رحلة قامت بها؛ سوى لـ(155) حادثة، وطراز 737 الأقدم لم تتعرض سوى لعدد (71) حادثة لآخر مليون رحلة، ثم يأتي طراز 727 الذي تعرض لعدد (66) حاثة خلال آخر مليون رحلة، وتصل إلى (صفر) حادثة في طراز 777 خلال آخر مليون رحلة قامت بها".