
في أمسية ثقافية ثرية بالمعرفة والوعي، احتضنت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة مساء أمس لقاءً نوعيًا بعنوان "اقتصاديات الإبداع"، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين. وجاءت الفعالية ضمن جهود الجمعية لتعزيز الوعي بأهمية الصناعات الثقافية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
أدار الأمسية الإعلامي عدنان صعيدي، الذي رحّب بالحضور وقدم ضيف اللقاء الدكتور عبدالله علي بانخر، الأكاديمي وخبير اقتصاديات وسائل الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز. وأوضح بانخر في كلمته أن الإبداع لم يعد مجرد هواية أو نشاط ترفيهي، بل أصبح قطاعًا اقتصاديًا حيويًا يسهم في خلق فرص العمل وتنويع مصادر الدخل، مما يجعله محورًا أساسيًا في الاقتصادات الحديثة.
وتناول بانخر عدة محاور، أبرزها تحديد مفاهيم اقتصاديات الإبداع وأسسها، مشددًا على أن الإبداع يشمل التقنيات المبتكرة والتصميم وإنتاج المحتوى الرقمي إلى جانب الفنون التقليدية. كما عرض نماذج دولية لمدن وشركات عالمية قامت على أسس إبداعية، وأخرى محلية أظهرت قدرة المواهب السعودية على التحول إلى مشاريع اقتصادية ناجحة.
وأكد بانخر على العلاقة الوثيقة بين اقتصاديات الإبداع ورؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن الرؤية تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاعات غير النفطية وتدعم المشاريع الثقافية والإبداعية كإحدى ركائزها.
وقد شهدت الأمسية تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم وأسئلتهم، معبرين عن تقديرهم لدور الجمعية في تنظيم مثل هذه اللقاءات التوعوية. واختتم اللقاء بتكريم الضيف من قبل مدير الجمعية محمد آل صبيح والإعلامي سلامة الزيد، في تأكيد على الدور الحيوي للجمعية في دعم الحراك الثقافي بمدينة جدة.