بموقفين ودهاء سياسي سعودي.. "الحميد": هكذا أعادت قمة جدة الوهج للقمم العربية

بموقفين ودهاء سياسي سعودي.. "الحميد": هكذا أعادت قمة جدة الوهج للقمم العربية

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، طارق الحميد أن قمة جدة نجحت في إعادة الوهج للقمم العربية، وفرضتها على الأخبار العالمية، واهتمام الغرب، ليس عبر القرارات، بل من خلال موقفين يكشفان عن دهاء سياسي ودبلوماسي سعودي.

قمة جدة واستعادة الوهج

وفي مقاله "قمة جدة واستعادة الوهج" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الحميد: "نجحت المملكة العربية السعودية في إعادة الوهج للقمم العربية، وليس من خلال متابعتها من قبل العرب، بل بفرضها على الأخبار العالمية، واهتمام الغرب، وليس بالضرورة عبر القرارات، بل من خلال المواقف.. ووسط القضايا الصاخبة دولياً، من خلال الحرب في أوكرانيا، وعربياً، من خلال المواجهات العسكرية في السودان، أو التعقيدات في ليبيا، وكذلك الأزمة الرئاسية في لبنان، والأوضاع في سوريا، فإن كل ما تحتاج إليه القمة العربية هو المواقف، وليس الأقوال".

بموقفين ودهاء سياسي سعودي

ويرصد "الحميد " موقفين كشفا بجلاء عن دهاء سياسي ودبلوماسي سعودي، ويقول: "أهم المواقف التي ظهرت في قمة جدة، وبدهاء سياسي ودبلوماسي سعودي، هو حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقمة ومخاطبة العالم من السعودية، ووسط قاعة فيها من يتعاطف مع أوكرانيا، ومن ينحاز للروس، ومن يلزم الحياد فعلاً، ومن لا يكترث أصلاً.. وقيمة ما فعلته السعودية وأهميته تتلخصان في نقاط عدة؛ منها أن الرياض تملك قرارها سواء دعت زيلينسكي أو بشار الأسد، وكلاهما على طرفي نقيض، لكن حضورهما يقول إن السياسة تواصل وتفاعل وبحث عن حلول".

هذا ما أثبتته السعودية بدعوة الرئيس الأوكراني

ويعلق "الحميد" قائلاً: "في الحالة الأوكرانية أثبتت السعودية بدعوة الرئيس الأوكراني دعمها للسلم والاستقرار ووحدة الأراضي، واحترام المواثيق الدولية، ومنحت الرئيس الأوكراني فرصة لمخاطبة كل العرب، ومن بيت العرب الكبير السعودية. كما أثبتت الرياض ومن خلال دعوة الرئيس الأوكراني، وقبلها احتضان قمم أميركية صينية خليجية وعربية، أن السعودية دولة ذات أبعاد دولية، وليس بالشعارات، وإنما بخلق فرص شراكة لتعزيز رؤيتها 2030، وأرادت للعرب مشاركة ذلك عبر قمة جدة".

الموقف السعودي تجاه سوريا يقيم حجة

ويضيف "الحميد" قائلاً: "بالنسبة للملف السوري فالأكيد، والتجارب تقول لنا، إن لا حلول سحرية، وإنما هي أيضاً محاولة سعودية لطي صفحات الخلافات الماضية، من خلال إتاحة الفرص الجديدة لأن همَّ السعودية الآن وتركيزها هو التنمية وتعزيز فرص الاستثمار.. ولذلك فإن الموقف السعودي تجاه سوريا أعتبره إقامة حجة، ومحاولة لتعزيز الفرص العربية، لكن وفق ما قاله الأمير فيصل بن فرحان، برده على سؤال حول ما إذا كانت التسوية السياسية بسوريا ستسبق الخطوات الاقتصادية، حيث قال: (لن يسبق شيء شيئاً، الأمر خطوة بخطوة)".

كثير من حسن النوايا وبحث عن فرص واعدة

ويرى "الحميد" الكثير من حسن النوايا والبحث عن الفرص الواعدة، ويقول: "صحيح أن قمة جدة انطوت على كثير من حسن النوايا، لكنها خطوات حثيثة بحثاً عن فرص واعدة لحل الأزمات، وخلق الفرص، وتعبيد الطريق للتنمية، وهذا الهاجس السعودي، داخلياً وخارجياً.. ولذلك لم تخلُ كلمة ولي العهد من الحديث عن التنمية والاستثمار والاستقرار، وهو ما ردده وزير الخارجية السعودي في مؤتمره الصحافي، وهذا أيضاً لسان حال السعودية، ومنذ إطلاق (رؤية 2030)".

قمة جدة فرصة

وينهي "الحميد" مؤكدًا أن "قمة جدة كانت الفرصة لمن يريد اللحاق بقطار التنمية والتحديث والتطوير السعودي بالنسبة للعرب، ورسالة واضحة للغرب بأن السعودية في معركة البحث عن فرص تنموية عربياً ودولياً، وليس صراعات.. لذلك تلقف العالم رسالة القمة، وتجلى ذلك أولاً بتصدر صورة وصول الرئيس الأوكراني لمدينة جدة، ولم تكن لقطة دعائية، وإنما رسالة صارخة بأن الرياض تملك القرار، وتريد للعرب ذلك.. وهذا ما تحقق، ولذلك استعادت السعودية الوهج مرة أخرى للقمة العربية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org