هل يُحقّق مجلس الشورى طموحات أهالي الباحة؟

هل يُحقّق مجلس الشورى طموحات أهالي الباحة؟
تم النشر في
منطقة الباحة على موعد قريب مع عدد من أعضاء مجلس الشورى الذين يعتزمون زيارتها. وقد انقسم حديث الأهالي في هذا الشأن إلى قسمين: الأول يشير إلى أن هذه الزيارة ستكون عابرة، مثلما سبقتها من زيارات لعدد من مناطق السعودية؛ إذ يُعرب الوفد عن إعجابه بكل ما شاهده، ويُكثّر بالخير عن كل وجبة قُدمت له. أما القسم الثاني فلديهم سحابة أمل بأن يكون للزيارة منفعة كبيرة، ولاسيما أن الهدف من الزيارة الاطلاع على مفاصل التنمية، من خلال الوقوف الميداني على احتياجات المنطقة من الخدمات، والاستماع إلى المطالب التي ينشدونها. والأهالي في كلتا الحالتين يتطلعون إلى أثر إيجابي؛ إذ سينقل الوفد الاحتياجات إلى قبة مجلس الشورى؛ كي تأخذ طريقها إلى الوزارات المعنية، وكل ذلك من أجل مصلحة الوطن والمواطن. وإذا كان هناك من آمال وتطلعات يتمنى الأهالي أن تتحقق فيمكن إيجاز بعضها من خلال مساحة هذه المقالة في:
أولاً: الطرق، على اعتبار أنها أحد أهم العوامل المساعدة على التنمية. وكما هو معروف، يغلب على جغرافية منطقة الباحة الطبيعة الجبلية، وخصوصاً في القسم السروي؛ ما يجعل المنطقة تحتاج إلى شبكة من الطرق الواسعة والسريعة لربط محافظاتها ومدنها وقراها؛ إذ إن الطريق الرابط بين المندق والباحة ما زال بانفراديته منذ ثلاثة عقود، في الوقت الذي تزايدت فيه الحركة المرورية بشكل كبير. ليت الوفد يقوم بجولة استطلاعية عبر هذا الطريق؛ ليروا بأعينهم معاناة عابري الطريق، وخصوصاً في فصل الشتاء؛ إذ أسراب الضباب تتماهى في مواقع منخفضة؛ لتحجب الرؤية عن أعين قائدي المركبات. ولما يمثله هذا الطريق من أهمية بعد اكتماله فإن هناك ضرورة أيضاً لربط محافظتي بلجرشي والقرى بمطار الباحة الواقع في محافظة العقيق، بطريقين مزدوجين حديثين، تسهيلاً وتسريعاً للوصول في أمان، بدلاً من الانعطاف إلى مدينة الباحة وقطع مسافة أطول، وكذا الاطلاع على مسار العمل في الطريق الدائري، فضلاً عن مواقع أخرى في أطراف المنطقة. 
أما الخدمات الصحية فهي الأخرى تحتاج إلى التفاتة قوية، ومن بينها مشروع البرج الطبي الذي تبخّرت كل الوعود التي أطلقها مسؤولو الصحة آنذاك عند وضع حجر الأساس له، وها هو يقف بقامته الفارعة في مهب الريح. ومن بين المطالب في هذا الصدد إنشاء مستشفى يخدم سكان قرى غامد الزناد، التي يزيد عدد قراها على سبعين قرية؛ إذ تحتاج إلى خدمة صحية قريبة بدلاً من تكبّد المشاق وضرب أكباد السيارات وصولاً إلى مواقع بعيدة.
وللتعليم نصيب مهم من الاحتياج؛ فقد هُدمت مباني بعض المدارس منذ سنوات بهدف إعادة بنائها بشكل نموذجي، ومع الأسف الشديد لم تدقّ وزارة التربية والتعليم مسماراً واحداً لإعادة منشآتها، وتركتها في العراء، يعصف بها أرتال من الإهمال والنسيان.
والاحتياج الأكثر أهمية يتعلق بكون المنطقة سياحة ذات جذب سياحي؛ بمعنى أنها تحتاج إلى كثير من الفنادق، وهذا المأمول في تسهيل هذا الطموح، وإنشاء منتزهات بالتعاون بين وزارتي الزراعة والبلديات. وهناك مشروع مطروح في شمال المنطقة المأمول أن يتم إنجازه. 
ومن أبرز المشكلات ضيق الطرق في كثير من الأحياء والقرى؛ ما يحتاج معه إلى ميزانية لأمانة المنطقة وبلدياتها؛ لتستطيع تنفيذ طرق واسعة ومريحة.
نأمل أن تُحقق زيارات أعضاء مجلس الشورى آمال وتطلعات أهالي الباحة، ولاسيما أن الوفد سيقف عن قرب على تلك الاحتياجات التي أشرت للقليل منها، وفي جعبة أهالي المنطقة الكثير والكثير. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org