"المُنحطّون في حاجة إلى الكذب، إنه أحد شروط بقائهم".. عندما كتب الفيلسوف الألماني "نيتشه" هذه الحكمة الشهيرة منذ قرن ونصف، كان يعلم أن ثمة منحطين يعتقدون أن بقاءهم مرتبط بالكذب والخديعة لا غير ليكسبوا ثناء أولياء نعمتهم غير مبالين بالمبادئ أو ما سيقوله التاريخ يوماً عن انحطاطهم الأخلاقي.
هذه المقولة تمثلت واقعاً في التغريدات التي يبثها بعضٌ من منحطي قناة الجزيرة الإخبارية، وعلى رأسهم الإعلامي الفلسطيني "جمال ريان" الذي باع ضميره من أجل حفنة مال، مثلما باع والده "سمسار العقار" عشرات الأراضي الفلسطينية لليهود في القرن الماضي.
جمال "رأيان" كما سمّاه الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، استمات خلال الأيام الماضية في محاولة إلصاق "صفقة القرن" بالمملكة والإمارات ومصر، دون أن يقدم أي دليل دامغ تجاه تلك الأكاذيب، وتجاهل التطبيع الإسرائيلي القطري، وحجم التبادل الاقتصادي الضخم بين تركيا وإسرائيل، الذي يعد الأكبر بين الدول الإسلامية، ليطبق فعلياً نظرية "نيتشه" عن المنحطين الراغبين في البقاء!
الإعلامي الفلسطيني تجاهل وقفات المملكة الممتدة للشعب الفلسطيني منذ بداية قضيته حتى أمس، عندما استضافت منظمة المؤتمر الإسلامي، وأعلنت دون تردّد أن موقفها مع القيادة والشعب الفلسطيني رغم ما تلوكه أفواه بعض المنحطين منهم تجاه المملكة.
"جمال ريان"؛ مذيع الأخبار في قناة الجزيرة القطرية، تجاوز الكذب إلى تشجيع الأعمال الارهابية عندما دعا الفلسطينيين إلى تشكيل فرق اغتيالات لرموز الدول العربية التي ذكرها في تغريدته، قبل أن يعود إلى مسح تغريدته خوفاً من تبعاتها القانونية.
هذا الانحطاط الأخلاقي والأكاذيب من أجل البقاء التي يمارسها "رأيان"، حملت بعدها ردود أفعال ضخمة من مغرّدين استهجنوا أكاذيبه وذكّروه بمواقف المملكة مع دولته، ووقفاتها السياسية والاقتصادية المتنوعة، وكان مسك ختام تلك الردود المُلجمة ما قاله وزير خارجية فلسطين رياض المالكي؛ رداً على سؤال مذيع قناة العربية "خالد مدخلي"؛ بخصوص هذا الهجوم على مواقف المملكة تجاه فلسطين: "نحن لا ننظر لهذه النتوءات الخارجة، نحن ننظر لموقف القيادة السعودية ونؤكد أن العلاقة معهم قوية ومتينة وصلبة بوجود الملك، وولي عهده، وهي ضمانة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني".