أقام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب - اليوم - بمقره بمدينة الرياض، ندوة إعلامية بعنوان "دور وسائل الإعلام في محاربة الإرهاب"، بحضور ومشاركة مختصَّين في الشأن الإعلامي من مدنيين وعسكريين من مختلف دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
واستعرض رئيس الجامعة الإسلامية في المالديف الدكتور إبراهيم زكريا موسى خلال الندوة التي أدارها عضو مجلس الشورى الدكتور فايز بن عبدالله الشهري، الإستراتيجيات الإعلامية للتوعية ضد الإرهاب والتطرف، منوهًا بأن الهجمات الإرهابية التي تتبناها الجماعات المتطرفة، هي في حد ذاتها شكل من أشكال التواصل مع الأشخاص بغرض إثبات قوتهم المزيفة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام تولي اهتمامًا كبيرًا بالأخبار ذات الطبيعة العنيفة، ولذا على وسائل الإعلام أن تتوخى الحيطة والحذر عند نشر أي خبر رئيس لنشاط عنيف للحيلولة دون تحقيق الإرهابيين غاياتهم في استغلال الإعلام لنشر رسائلهم ودعايتهم العنيفة.
وتطرق وزير الإعلام والتواصل بجمهورية سيراليون محمد رحمان سواري إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحد من انتشار التطرف، مبينًا أن خطاب الكراهية يعد نارًا لتأجيج الصراع، وغالبًا ما يكون متأصلاً في تقويض السلام والنسيج الاجتماعي، ممَّا يولد التعصب والكراهية، موضحًا أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدَّين لا يمكن المبالغة في تأكيد أهميتها في بناء السلام، وفي الوقت ذاته، يحتاج المجتمع إلى حماية من إساءة استخدامها.
وتحدث رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي الدكتور عمرو الليثي، حول العلاقة بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية، متطرقًا إلى أن الإرهاب الحديث هو إرهاب إعلامي، حيث تنجذب وسائل الإعلام إلى الأعمال الإرهابية المتطرفة، ليس فقط لأنه من واجبها الإبلاغ عن أي حدث كبير، ولكن أيضًا لأن دراما الإرهاب تجذب الانتباه على نطاق واسع في الوقت نفسه.
وأكد أمين عام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، أن هذه الندوة تهدف إلى صناعة خطابٍ إعلاميّ موحد ضد الإرهاب والتطرف، ورسم خريطة طريق لتحديد سبله وأدواته المتجددة للقيام بدحره والقضاء عليه إعلاميًا في عالمنا الإسلامي والمجتمع الدولي، مشيرًا إلى حجم المعاناة التي عانتها البلدان الإسلامية والدولية بسبب آفة الإرهاب والتطرف، والإسلام منها براء، مشيرًا إلى فداحة الأضرار المادية والمعنوية التي خلفتها هذه الآفة.
يُذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار المحاضرات والندوات وورش العمل التي يعمل عليها التحالف الإسلامي والتي من خلالها يتم تبادل الخبرات الدولية في كل ما من شأنه محاربة الإرهاب و التطرف، حيث تهدف هذه الندوة أيضًا إلى زيادة مستوى التنسيق والتعاون وتكثيف الحوار بين القطاعات الإعلامية والفكرية والثقافية، من أجل الوصول إلى آليات فاعلة تسهم في محاربة الإرهاب على المستوى الإعلامي والفكري، والخروج بتوصيات إعلامية وفكرية بهذا الشأن.