يؤكد الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، أن مصحة الأمراض العقلية، هي المكان الطبيعي الذي يجب أن يوضع فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مستشهدًا بما يدين "بن غفير" من أقواله وتصرفاته وسلوكه غير الطبيعي، فهو يدين نفسه بتصريحات ينطبق عليها صفة الجنون، في رجل توكل إليه مسؤوليات ومهام خطيرة لا يقوم بها إلا العقلاء، وهو ليس منهم.
وفي مقاله "مكانه مصحة للأمراض العقلية!" بافتتاحية "الجزيرة"، يقول المالك: "وزير الأمن القومي في إسرائيل المدعو «بن غفير» مكانه مصحة نفسية وليس وزارة حرب إسرائيلية أعضاؤها متطرفون جميعاً، مصحة تكشف عن الخلل في قواه العقلية، وتتأكد من أنه يمارس جنونه بما تكشف عنها تصريحاته، فيكون علاجه ضمن مجانين إسرائيل الكثر في إحدى المستشفيات المتخصصة في دولة الاحتلال.. لن نتقوّل عليه، ولا نتهمه بما ليس فيه، ولا نقول عنه إلا بما يدينه من أقواله وتصرفاته وسلوكه غير الطبيعي، فهو لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن إدانة نفسه بنفسه بتصريحات يكمل بها صدق انطباق صفة الجنون في رجل توكل إليه مسؤوليات ومهام خطيرة لا يقوم بها إلا العقلاء، وهو ليس منهم".
ويرصد "المالك" ما يقوم به الوزير الإسرائيلي "بن غفير" ويقول: "أليس هو من يوزع السلاح على المستوطنين الإسرائيليين ويطلب منهم قتل المدنيين الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس، ما جعل العالم بما فيه أمريكا تأخذ قراراً بعقوبات ضد عدد من المستوطنين، وتعلن بأنها ستتوسع بالعقوبات إن لم تتوقف الاعتداءات والعدوان وجرائم الممارسات؟".
ويواصل "المالك" رصده، ويقول: "خذوا بعض أقواله لتتأكدوا من أننا لا نتجنى على هذا المجرم بقولٍ ليس فيه، وأننا لا نتهمه إلا بالاعتماد على أقواله وسلوكه وتصرفاته، فقد هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن، متهماً إياه بعرقلة المجهود الحربي الإسرائيلي، وأنه بدلاً من أن يقدم الدعم الكامل لإسرائيل، فإنه يقدم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة لتذهب إلى حماس، وأن هذا التصرف كان سيكون مختلفاً تماماً لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصب الرئاسة.. يقول هذا متجاهلاً كل الدعم الذي لا حدود له الذي تقدمه إدارة بايدن لمنع هزيمة إسرائيل، بما لم يفعله رئيس أمريكي سابق، وأن هذا الجحود للدعم العسكري والسياسي والمعنوي لعدوان إسرائيل من إدارة بايدن يظهر خطورة الحالة العقلية التي يمر بها هذا المدعو الذي اسمه «بن غفير»، بما يجب التعامل معه كما لو كان سفيهاً إن لم يكن التعامل معه بوصفه فاقداً لعقله".
ويضيف "المالك" قائلاً: "يقول «بن غفير» لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن لديه خطة تهدف إلى تشجيع سكان غزة على الهجرة إلى بلدان أخرى حول العالم، من خلال تقديم حوافز مالية، وأنه يجب الدعوة لعقد مؤتمر دولي لتحقيق هذا، معتبراً أن هذا هو الجهد الإنساني الحقيقي الذي يجب القيام به في التعامل مع سكان غزة الفلسطينيين، مضيفاً بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يمر الآن بمفترق طرق، وأن عليه أن يختار الطريق الذي عليه أن يسلكه".
وعن وزير آخر متطرف بالحكومة الإسرائيلية، يقول "المالك": "لا يختلف وزير المالية في حكومة إسرائيل بتسلئيل سموتريش عن زميله وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن تهجير سكان غزة، وإعادة احتلال القطاع، وبناء مستوطنات إسرائيلية، وكما يقال من أمِنَ العقوبة فقد أساء الأدب، وبذات القياس فإن إسرائيل آمنة من أي عقاب، وبالتالي فهي تنتهك القانون الدولي والإنساني وتسيء إليه، وتتصرف وتخطط لطرد الفلسطينيين من غزة، واستيعابهم في دول أخرى، ضمن التوجّه الاستيطاني للحيلولة دون الوصول إلى تحقيق قيام الدولتين".
وعن خطة "بن غفير"، يقول "المالك": "تعتمد خطة المجرم «بن غفير» لغزة على إعادة بناء القطاع الساحلي المدمر بمستوطنات إسرائيلية، وتقديم حوافز مالية للفلسطينيين لمغادرة القطاع، ما يؤكد المؤكد من أنه فقد توازنه وعقله، وبدأ يهذي ويتصرف بمثل ما يتصرف به فاقد العقل، حتى وهو يمسك بزمام سلطة الأمن القومي في الحكومة التي يشكل فيها ستة من أنصاره المتطرفين، ويمكنهم بالانسحاب منها إسقاط الحكومة".
وينهي "المالك" قائلاً: "هذه التصرفات لا تعني أكثر من إدانة للمجتمع الدولي إذا تسامح معها, أو تجاهل مضمونها، أو تعامل معها كما لو أنها لا تعني شيئاً، وهذا هو المتوقع، لأن إسرائيل فوق القانون، وخارج تطبيقه عليها، وما من قوة في الأرض تستطيع محاسبتها طالما بقيت أمريكا حاضنة لعدوانها، مؤيدة لاحتلالها، لا ترى إلا أنها الدولة الديمقراطية في المنطقة، رغم أن سلوكها يكذب وينفي هذا الادعاء، والدليل ما يصدر من تصريحات وممارسات وقتل للأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية".