أكد اللواء الركن متقاعد خالد المرعيد، المختص في الشؤون العسكرية و السياسية، أهمية البيان الثلاثي المشترك الصادر عن المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية-الإيرانية، وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين، واتفاقية التعاون بينهما في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
وتفصيلاً، شدَّد اللواء "المرعيد" على أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة، ودعم استقرارها، ورخاء شعوبها.. موضحًا أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها الفاعلة في المجالَين الإقليمي والدولي.. وقال: "البيان يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، ويتضمن تشديدهما على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل بشؤونها الداخلية. واتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما؛ وهذا يؤكد حرص المملكة العربية السعودية أولاً على الاستقرار والأمن في المنطقة المهمة من العالم، وخفض مستوى التوتر الذي تستغله بعض الدول الأجنبية وبعض القوى والعناصر التي تستفيد من عدم استقرار المنطقة".
وأشار "المرعيد" إلى أن هذه الخطوة تؤكد قدرة القيادة السياسية السعودية على إدارة الصراع بنظرة ثاقبة، تضمن المصالح العليا، وتؤكد احترامها لدول الجوار، والمواثيق الدولية؛ وهو ما يضمن استقرار المنطقة، وتركيزها على التنمية والازدهار والتقدم من أجل رخاء شعوبها.. وقال: "السعودية حاليًا نموذج للتقدم والازدهار لدول المنطقة".
وأوضح أن هذا البيان جاء بعد مفاوضات طويلة، استمرت لأكثر من سنتين، وبعد مطالبات إيرانية متكررة لإعادة العلاقات الدبلوماسية. وقال: "القيادة السعودية أثبتت قدرتها على المواجهة عندما يتطلب الأمر ذلك، كما أنها دائمًا ما تتبنى سياسة الحوار والحل السياسي".
ووصف المختص في الشؤون العسكرية والسياسية الاتفاق بالمكسب السياسي المهم إذا صدقت نوايا إيران؛ لأنه يلبي المتغيرات السياسية الحالية.. وقال: "السياسة هي فن تحقيق الممكن، وهي متغيرة دائمًا، وتخضع للمصالح بين الدول، وتتأثر بالمتغيرات الإقليمية والدولية، والتحالفات الجديدة لتعديل موازين القوى لصالح الأولويات والأهداف السعودية. وهذا الاتفاق -من وجهة نظري- خيار سياسي مهم وصحيح، وفي وقته. والأكيد أنه يضمن المطالب والمصالح الاستراتيجية السعودية، وفي الوقت نفسه علينا أن لا ننسى أن المملكة العربية السعودية تمتلك القوة وحق الردع إذا لم تلتزم إيران".
وأردف: "نسأل الله الحي العظيم أن يوفق قيادتنا الرشيدة، ويحفظها، ويحفظ بلادنا من كيد الكائدين وشر المعتدين".