بعد نجاح المغردين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي في تلجيم مَن سعى إلى إحداث فجوة بين الشعب وقيادته عبر وسوم امتلأت بتغريدات من الخارج، وإن تسترت بانتحال أسماءسعودية، بنهج عدائي للمملكة وقيادتها في تناقض فاضح لشخصية ونهج المجتمع السعودي، قبل أن يطالبوا وينجحوا في إقناع رجال الأعمال والشركات في السعودية بمواكبة الأوامرالملكية بصرف بدل الغلاء لموظفي الدولة من عسكريين ومدنيين، وصرف بدل غلاء للمواطنين من موظفي ومنسوبي شركاتهم.. انتقل المغردون السعوديون إلى حملة أخرى في "تويتر" ضد مشاهير مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي؛ بسبب تغيبهم عن الخدمة الاجتماعية، بحسب أسباب الحملة المعلنة، واستغلالهم شهرتهم لمصالحهم الشخصية فقط، والإعلان لشركات ليس لها وجود في الخدمة الاجتماعية.
شخصيًّا، أعارض الحملة الأخيرة؛ لكون الإخوة المشاهير أو الهوامير - كما يُطلق عليهم - لهم وقفات تُذكر فتُشكر؛ فهم من أوائل داعمي الحملات الشعبية التي سبقت الحملة الأخيرة، بل لم يتوقف دعمهم للحملات الشعبية، بل أعرف منهم من عمل علىإعادة تغريد وإعلانات مجانية لمن لبَّى طلبات الحملة الشعبية.. بل أبعد من ذلك؛ فهناك من عرَّفنا بحالات إنسانية، وقفت معها الشركات والمؤسسات الوطنية وقفة تستحق التقدير؛ لتثبت أن المشاهير منا يشغلهم ما يشغلنا، ويهمهم ما يهمنا.. هي تركيبة معقدة غير مفهومة لمجتمعنا، تجعلك وأنت تتابع تردد في داخلك رائعة خالد الفيصل "ارفع رأسك أنت سعودي".
ليس مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي فقط مَن لهم جهود تذكر فتشكر، بل إن مواقع التواصل الاجتماعي تُشكر هي الأخرى أن عرفتنا بمشاهير نعرف ما يقدمونه قبلها، وعرفنا إنسانيتهم، وحرصهم على عمل الخير.. وما خفي من عطائهم أعظم. كنت أعرف أمر مسجد الفنان محمد عبده الذي بناه في جدة، و"تويتر" عرفني بأعمال خير يسعى المشاهير إلى أن تكون خبيئة بينهم وبين ربهم، وإن نجحوا في إخفاء كثير منها إلا أن "تويتر" أفشلهم في إخفاء جزء منها، وعسى أن لا ينقص من أجر عمل السر شيء أن علمنا دون حول منهم ولا قوة، كالفنانة الإماراتية أحلام، التي سرب "تويتر" أحد أعمالها الخيرية، ولي علم واطلاع بأعمال أخرى تعملها في السر.
الخدمة المجتمعية دور مهم لجميع القطاعات والأفراد، وإحساس المجتمع ودعوته إليها يثبتان أننا نحن المجتمع أصبحنا بجميع الفئات رقمًا صعبًا، وجاهزين تحت إمرة قيادتنا للصعود إلى عالم متقدم، يليق بنا وببلدنا.. وللحديث بقية.